اعتقل العقاد رهن المحاكمة في 13 اكتوبر سنة 1930 وحوكم وصدر الحكم عليه بعد ذلك بعدة أشهر، وخرج من السجن في 8 يولية سنة 1931 وهو أشد إيماناً بنفسه واتجاهه الوطني، وقد قلنا فيما سلف إن مكايد القصر حول العقاد كادت تشبه المظاهرة وهي مظاهرة كانت قبل السجن وبعده على سواء لأن هجوم العقاد على الرجعية كان قائماً قبل السجن وبعده.وقبيل محاك...
قراءة الكل
اعتقل العقاد رهن المحاكمة في 13 اكتوبر سنة 1930 وحوكم وصدر الحكم عليه بعد ذلك بعدة أشهر، وخرج من السجن في 8 يولية سنة 1931 وهو أشد إيماناً بنفسه واتجاهه الوطني، وقد قلنا فيما سلف إن مكايد القصر حول العقاد كادت تشبه المظاهرة وهي مظاهرة كانت قبل السجن وبعده على سواء لأن هجوم العقاد على الرجعية كان قائماً قبل السجن وبعده.وقبيل محاكمة العقاد وسجنه بدأت مجلة العصور التي كان يصدرها بالقاهرة المرحوم اسماعيل مظهر ننشر سلسلة مقالات شديدة العنف ضد العقاد بعنوان (على السفود) بدأت في شهر يولية 1929 وانتهت في شهر يناير سنة 1930، ثم طبعت بعد ذلك بقليل في كتاب، لم يذكر عليه اسم مؤلفه وكان طبعه بأعداد هائلة من النسخ بقصد إغراق السوق الأدبية، حتى لم يبق أدب أو متأدب في مصر لم تصله نسخة من هذا الكتاب.لكن هذا كله - على كثرته ولهاث أنفاس كاتبيه - لم يظفر من العقاد بغير تعقيب واحد أو تعقيبين أو بغير مقال واحد أو مقالين، وبغير كلمة في ندواته أو كلمتين في إطار من الأدب القوي والهجوم المقبول غير المتغالي مما لم يفقده عطف القراء في معاركه الأدبية، والحديث عن معارك العقاد الأدبية ليس هذا مقامه، فإن هذا الكتاب إنما هو للحديث عن (على السفود) وما كان بين الرافعي والعقاد، تناوله متتبعين جذوره البعيدة لعلنا نقف على رأي صحيح فيه.