شاء الباحث طاهر المنّاعي أن يختار الخطاب القومي العربي المعاصر من خلال أبحاث مركز دراسات الوحدة العربية، موضوعاً لنيل درجة الدكتوراه، بدافع ذاتي قومي، أولاً، وبدافع علمي، يجد ما يبّرره في الثقافة العربية نفسها؛ فالفكر القومي جزء من النشاط الفكري العام في الوطن العربي، ومن أقدم تجليّاته.ويرى الباحث أنه بإنشاء مركز دراسات الوحدة ا...
قراءة الكل
شاء الباحث طاهر المنّاعي أن يختار الخطاب القومي العربي المعاصر من خلال أبحاث مركز دراسات الوحدة العربية، موضوعاً لنيل درجة الدكتوراه، بدافع ذاتي قومي، أولاً، وبدافع علمي، يجد ما يبّرره في الثقافة العربية نفسها؛ فالفكر القومي جزء من النشاط الفكري العام في الوطن العربي، ومن أقدم تجليّاته.ويرى الباحث أنه بإنشاء مركز دراسات الوحدة العربية حدثت نقلة نوعية في خطاب الفكر القومي العربي، وفي آليات تعامله مع الواقع. وهو يرى أن القوميين العرب وجدوا في هذا المركز فضاءً ثقافياً ملائماً لتجسيد طموحاتهم، فأضحى بفضل نشاطهم وعطاءاتهم البحثية أغزز المراكز العربية إنتاجاً، وأكثرها جدّية، وبالمقابل بعث المركز روحاً جديدة في الفكر القومي العربي من خلال تخطيطه وتحديد رؤاه، وإنتاجه الضخم والمتنوّع، ممّا جعل هذه المؤسسة الفكرية عمارة رائدة في مسيرة الحركة القومية العربية.في هذا المناخ استنطق الباحث النصوص المنشورة، الصادرة عن المركز، خلال السنوات (1975-1990) (وهي فترة موضوع الرسالة)، فوجّه عنايته أولاً إلى دراسة تأسيسية للخطاب القومي العربي التقليدي، ليتعرّف إلى ظهور مرحلة تالية خصص لها القسم الثاني من الدراسة، حيث تعمّق بخطاب المركز من حيث القضايا والمشاغل، في تحليلٍ ضافٍ لجوانب هذه المشاغل السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية، تلك التي استحوذت على اهتمام الباحثين العرب، ولا سيما المتعاملين منهم مع المركز.وفي القسم الثالث، من الكتاب، نهض الباحث بدراسة طبيعة الخطاب القومي العربي من حيث الأسس والمناهج، ومن حيث الأبعاد والحدود.