نبذة النيل والفرات:في كتاب الزيدية "للصاحب بن عباد" عرض مفصل لآراء الزيدية في مختلف الأصول التي قام عليها كيان المذهب الزيدي بعامة، والإمامة عندهم بخاصة. موضحاً ذلك بأسلوب جزل اللفظ، بارع الحجة، ظاهر البيان. فتراه يتنقل من حجة إلى أخرى، ومن دليل إلى آخر، تنقل العالم المتمكن، والناظر البارع، عارضاً الأدلة النقلية منها والعقلية لت...
قراءة الكل
نبذة النيل والفرات:في كتاب الزيدية "للصاحب بن عباد" عرض مفصل لآراء الزيدية في مختلف الأصول التي قام عليها كيان المذهب الزيدي بعامة، والإمامة عندهم بخاصة. موضحاً ذلك بأسلوب جزل اللفظ، بارع الحجة، ظاهر البيان. فتراه يتنقل من حجة إلى أخرى، ومن دليل إلى آخر، تنقل العالم المتمكن، والناظر البارع، عارضاً الأدلة النقلية منها والعقلية لتبيان ما يبتغي تثبيته، مدعماً رأيه بتمكن واقتدار جليلين، حتى يشارف هدفه الذي أراد. مستعرضاً مشكلة الإمامة ومذاهب المسلمين فيها، ومدافعة كل فريق للآخر، والجهود التي بذلت في مناهضة الآراء المختلفة. وكان في كل ما ذكر أميناً في النقل، دقيقاً في التحري غايته الحقيقة وأمله النصرة لما يدعو إليه. فشغلت الإمامة صدر كتابه، حين خاضها من جميع جوانبها، موضحاً رأيه في تلك المشكلة الخطيرة بالنهج الذي اعتمدته الزيدية، ودافعت عنه، ثم ينتقل بعد ذلك إلى فصل آخر يتناول من خلاله حركة الزيدية، ودافعت عنه، ثم ينتقل بعد ذلك إلى فصل آخر يتناول من خلاله حركة الخارج، والمواقف التي تمخضت عن صفين، وعدم ركون القوم إلى الطاعة والموادعة. وهو في كل ما ذكر إما كان همه توضيح تلك الملامح المشرقة لموقف الإمام علي بن أبي طالب منهم، ونكوصهم عن باطلهم... وإذا ما استعرض كل ذلك، فهو لمشكلة هي غاية في الأهمية، بل هي ركن من أركان العقيدة الزيدية، ونقصد بذلك قولهم بإمامة المفضول مع وجود الأفضل.ثم يعرج بعد ذلك على أصول الإمامة، فيتناول صفات الإمام ومدى الحاجة إليه، والأوصاف التي يجب اجتماعها فيه، والصفات التي لا يجب أن تكون فيه، مبيناً أخطر مسائل الخلاف بين الإمامة والزيدية، مؤكداً إمامة زيد بن علي والأئمة الزيدية الذين سلكوا مسلكه وحذو حذوه. وبعد فالكتاب ذخيرة زيدية مهمة تضمن أصول معتقداتهم وآرائهم في أغلب المسائل التي كانت لا زالت مثار بحث وجدال كبيرين. هذا وقد ألحق الكتاب بتحقيق لطيف بيراع المحقق الدكتور "ناجي حسن" هدفه توضيح ما أبهم وما أشكل ما ليس في النص.