"ذاكرة الأشياء" فصولٌ من سيرةٍ ذاتية استلتها الكاتبةُ والإعلامية د.اعتقال الطائي من ماضيها عبر حاضرها الكامنِ في الأشياء المحيطة بها، فجاءت بريئةً من الغاية، عفويةً، معافاةً من الحنين المفتعل، تتسمُ بتأملِ الحاضر والماضي في آنٍ واحد، وبحياديةِ المنزَّه عن فعلِ المفاضلة أو إغماض العين عن مساوئ برَّأها الشوقُ من ثقل وطأتها على نفس...
قراءة الكل
"ذاكرة الأشياء" فصولٌ من سيرةٍ ذاتية استلتها الكاتبةُ والإعلامية د.اعتقال الطائي من ماضيها عبر حاضرها الكامنِ في الأشياء المحيطة بها، فجاءت بريئةً من الغاية، عفويةً، معافاةً من الحنين المفتعل، تتسمُ بتأملِ الحاضر والماضي في آنٍ واحد، وبحياديةِ المنزَّه عن فعلِ المفاضلة أو إغماض العين عن مساوئ برَّأها الشوقُ من ثقل وطأتها على نفس المنفي. حجرٌ، خاتمٌ، حفيفُ غصنٍ عند النافذة، انهمارُ الثلج، خصلة شعر، طائر، لوحة، تمثال، عبارةٌ ينطقها أحد... إلخ، اكسسواراتُ مسرحِ الحاضرِ في المكانِ الغريب، لكنها تحملُ في داخلها ذاكرةً تتعاشقُ مع ذاكرةِ الكاتبة لتعيدها عبر مقارنةٍ أو تداعٍ إلى طفولةٍ وشبابٍ ومدنٍ ونهرين، لم تغفُ يوماً ولكنها تأطرتْ بفعل ضرورة تجدد الحياة اليومية للإنسان. وكما كانت الدكتورة اعتقال الطائي تطلُّ على الجمهور العراقي في سبعينات القرن الماضي عبر برنامجها التلفزيوني "السينما والناس" محاورةً بلباقةٍ وذكاء، ها هي الآن تعرضُ للقارئ مقاطع من فيلم سيرتها الذاتية مؤلفةً ومخرجةً ومحاوِرةً نفسَها هذه المرة.