"آت من الجرح، وجهي الريح والسفر، وفي عيوني ضياء الفجر ينهمر، أسائل الروح عن وجه أهيم به، وعن جبين سما بالمجد يأتزر، في أرضي الموت، والأحزان رابضة، الناس من ضيقها، يجتاحها الخدر، فشد قلبي نداء العقل منطلقاً من صوته الحر، في الآفاق ينتشر قرأت فيه ربيه العز في وطني، لبعث مجد غفا في القلب ينتظر، وهمت أشدو مع الأحرار أغنية، حروفها ال...
قراءة الكل
"آت من الجرح، وجهي الريح والسفر، وفي عيوني ضياء الفجر ينهمر، أسائل الروح عن وجه أهيم به، وعن جبين سما بالمجد يأتزر، في أرضي الموت، والأحزان رابضة، الناس من ضيقها، يجتاحها الخدر، فشد قلبي نداء العقل منطلقاً من صوته الحر، في الآفاق ينتشر قرأت فيه ربيه العز في وطني، لبعث مجد غفا في القلب ينتظر، وهمت أشدو مع الأحرار أغنية، حروفها الحب والتاريخ والظفر، تقول للناس هذي الأرض مزقها، يوماً غزاة أتوا، فليمح الأثر، والشعب فيها أصيل، خالق أبداً للعلم والفن، في آثاره العبر، فلنبن بالعقل والإيمان نهضتها، ولتشمخ الروح فيها إنها القدر، بالجهل أمتنا ضاعت هويتها، لكن وحدتها بالوعي تختمر، فتلك معجزة، لكنها هدف بالفهم ينمو، وبالإيمان يختصر، وكان آذار تلك الروح فاشتعلت إرادة الشعب تعلو، والربى شرر".كلمات هادئة كأنها جمرات مضيئة، ينسجها الشاعر "إبراهيم الزين" من خيطان الوجدان، وها هي تتحول بين دفتي هذا الديوان ثياباً عاطفية نرتديها ومتذوقي الشعر الصافي، في الأيام التي نأوي فيها إلى قلوبنا، أو عندما ينفض الأصدقاء، أو يعيبون، فلا يبقى سوى الليل البارد والطويل. قصائد كأنها حبات كستناء طيبة لهؤلاء المتحلقين حول المواقد الصامتة.