لقد أصبح الإعجاز العلمي فـي القرآن والسنة من أنجح الوسائل للدعوة إلى الإسلام نظرا لتعلق الناس فـي هذا الزمان بالعلوم الكونية وانصرافهم عن الحقائق الروحانية الغيبية فكان لابد من مخاطبتهم بما يفقهون مصداقا لقول الله عز وجل : (أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن)(سورة النحل، الآية 125). وربما لاحظنا ك...
قراءة الكل
لقد أصبح الإعجاز العلمي فـي القرآن والسنة من أنجح الوسائل للدعوة إلى الإسلام نظرا لتعلق الناس فـي هذا الزمان بالعلوم الكونية وانصرافهم عن الحقائق الروحانية الغيبية فكان لابد من مخاطبتهم بما يفقهون مصداقا لقول الله عز وجل : (أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن)(سورة النحل، الآية 125). وربما لاحظنا كيف أن الفهم الخاطئ والفكر الضال قد جر الكثير من العلماء إلى الإلحاد وإنكار وجود خالق لهذا الكون وقد أسسوا تبعا لهذا المنطلق نظريات كثيرة لعل أبرزها نظرية التطور التي ما زالت تدرس حتى الآن فـي الغرب وحتى فـي جامعاتنا الإسلامية. غير أننا شهدنا فـي الآونة الأخيرة تمردا على هذه القاعدة من طرف أكابر البروفيسورات والدكاترة الذين أكدوا أن هذا الكون المتناسق والمنظم والمسير وفق قوانين فيزيائية دقيقة مستحيل أن يوجد بالصدفة وإنما هو تقدير حكيم وتدبير عليم بل إن كثيرا منهم أعلن إسلامه بعد أن قرأ القرآن ورأى تطابقه العجيب مع الحقائق العلمية التي لم تكتشف إلا فـي القرون الثلاثة الماضية وسنفرد لهذا الموضوع فصلا كاملا. وصدق الله جل وعلى إذ قال : (ويرى الذين أوتوا العلم الذي أنزل إليك من ربك هو الحق ويهدي إلى صراط العزيز الحميد) (سورة سبأ، الآية 6).ويبقى فـي نهاية هذه المقدمة البسيطة أن نشير إلى أن القرآن ليس كتاب طب أو فلك أو غيره من العلوم بل هو كتاب هداية وتربية وإنما جاءت فيه تلك الإشارات العلمية تثبيتا ليقين المؤمنين ودفعا بالأمة نحو التفكر والتدبر فـي كون الله الواسع وسبر أغواره وأسراره كما أريد أن أوجه رسالة مهمة إلى الأمة الإسلامية بضرورة إعطاء العلم الكوني أهمية كبيرة لأنه السبيل الأنجح للتفوق والتطور والريادة على مستوى العالم وأرجو من الأساتذة والطلبة ربط العلم بالدين وجعله نورا يدلهم على عظمة الخالق وبديع صنعه.ولقد حاولت فـي هذا الكتاب أن أجمع عددا من البحوث التي أنجزها كوكبة من العلماء فـي مجال الإعجاز العلمي فـي القرآن الكريم والسنة بشكل مبسط وسهل ييسر على القارئ الوصول إلى المعلومة.