العثمانيون ؛ تفكيك الصور

ليس هذا الكتاب تأريخاً عاماً للإمبراطورية العثمانية، ولا يتناول دهاليز السياسة العثمانية أو تعقيدات الدبلوماسية الدولية في القرون التي أعقبت سيطرة العثمانيين على القسطنطينية عام 1543، بل يدور الكتاب حول "صورة" العثمانيين والغموض الملاحظ الذي صبغ الفهم الغربي للعثمانيين على مدى القرون التي وُجدت فيها الإمبراطورية العثمانية، والذي مايزال مستمراً حتى وقتنا الحاضـر؛ إذ يبدو أن العلاقة بين تركيا الحديثة وأوروبا ماتزال أسيرة مخاض مواقف تلك القرون.لقد انطوت صفحة الإمبراطوريات العظيمة، البريطانية والروسية والألمانية والنمساوية-المجرية التي لطالما ازدرت العثمانيين؛ بوصفهم "رجل أوروبا المريض"، بيد أن العثمانيين عاشوا أطول منها جميعاً. واليوم، مايزال التأثير المنتشـر "للثقافة العثمانية" حاضـراً في جميع أنحاء الشـرق الأوسط وفي أجزاء من أوروبا حتى يومنا هذا. فلا يمكن بجرة قلم أو من خلال إعادة رسم نظري للحدود على الخريطة إطفاء ثقافة دامت أربعمائة عام.هذا الكتاب يركز على الحياة الداخلية للعالم العثماني بأعين غربية، وهو يسعى لتسليط الضوء على ثقافة لطالما تعرضت للتشويه والإهمال في العالم الغربي.