باب الإغتراب عن الذات وعن الوطن هو الباب الذي يلجه" وليد الشرفا" في روايته "القادم من القيامة" وهو باب افضى بوالجه إلى حالة من العزلة والكآبة، فكيف وصل الراوي إلى هذه الحالة؟ تقول الرواية حكاية شاب فلسطيني جعلت منه حياة المنفى وبفعل الإقصاء القسري عن الوطن، إنساناً قلقاً لا يعرف الإستقرار تداهمه نوبات من الحزن وأخرى من الحنين إل...
قراءة الكل
باب الإغتراب عن الذات وعن الوطن هو الباب الذي يلجه" وليد الشرفا" في روايته "القادم من القيامة" وهو باب افضى بوالجه إلى حالة من العزلة والكآبة، فكيف وصل الراوي إلى هذه الحالة؟ تقول الرواية حكاية شاب فلسطيني جعلت منه حياة المنفى وبفعل الإقصاء القسري عن الوطن، إنساناً قلقاً لا يعرف الإستقرار تداهمه نوبات من الحزن وأخرى من الحنين إلى بلده وأصدقاؤه، وبعد أن يعود يفاجئ بأن لا أحداً يعرفه حتى أسرته الصغيرة وأصدقاؤه على الرغم مما قدم من تضحيات.يقدم وليد الشرفا هذه الشخصية، في مسارها بين النبع والمصب، من خلال الأحداث التي عاشها الفلسطيني بما فيها من ذكريات وأحلام وآلام لا يعرفها إلا من تذوق لوعتها، ولعل الشرفا أراد من خلال تقديمه لهذه الشخصية وكما تبين من الرواية، أن يومئ إلى جنس المثقفين الذين يعيشون في الخيال بقدر ما يعيشون في الواقع، وربما عانى بعضهم من الإنفصام والتشظي بين الحيزين، حتى إذا ما عادوا إلى الواقع يكون الأوان قد فات. وهذه هي حال بطل الرواية فعندما قرر العودة حسبه أخوانه لص اقتحم دارهم "... أسمع صوتاً يأتي من بعيد. لص، لص، لص، يهرول الناس نحوي"، وقَف يا حرامي، ابن الحرام استغل الجنازة وجاي يسرق(...) اهرب في الظلام البكاء الحار أعماني، أخاف أن أضيء المصباح الذي في يدي فيمسكون اهرب ألهث وصوت الحصى تحت أرجلهم ورجلي يرهبني، لعنكم الله، لو كنتم كما تقولون، ما تركتم اللصوص يدفنون الأنبياء، من أين ستبدأ لهم بالحكاية، والحبل يلتف حول أعناقهم". .. فهل أراد الشرف القول أن الإنسان العربي والفلسطيني بالتحديد في حاجة إلى قوة غير واقعية ليرى الواقع المحيط به على حقيقته؟...