إثم البوح

هو ذا الديك يصيح شهرزاد.. أتي موعد صمتك، والحكاية لم تنته. أنا الحكاية.. أنا من مزقت الحقيقة صدري، ونشبت إظفارها فى قلبي، واشعلت النار فى أوردتي.. حريتى المشروخة، حبستني خلف قضبان الحلم، جارية من عصر الحرملك، يتوارثني شهريار بعد شهريار.. أنا عروس النيل.. وفرعوني مازال يزفني قرباناً لما فاض النهر، مزينة بالفل والياسمين، معطرة بالبخور، تصحبني الشموع والورود، ودموع العذارء.. أنا قربان النار والنور، قربان العشق أنا الموؤدة في كل العصور.. شهرزاد.. شهريار أو قد شموع الشهر، و "مسرور" ومال سيفه، وارتخى عضده المفتول.. آن أوان النور شهرزاد، لملمي أطراف الليل وتدثري، وأنا سأكمل الحكاية، لأفضح افتراءات الرواية، سبعة أساطير أنا فيها رمز الخيانة والغواية.. الكواعب الفاتنات، تزين بالفل والياسمين، حلقن أسراب حمام، حملن في صدورهن الأحلام.. العنقاء نفضت جناحيها، اشتغلت لتنبعث من رمادها أسطورة جديدة..