كم رغبت في أن أعبث بتلك القناعات المرصوفة، وأرسم شيئًا أخضر فوق الإسفلت، وكم حاربت بلحم الكلمات، وأعصاب الحروف، على أمل أن أكسر تلك المفاهيم المعدة لي، من قبل أن أولد، والتي ما علي إلا أن أرتديها، ليكتمل المشهد، لأجل حكاية تسرد دائمًا، في أكثر الأوقات عتمة، لأجل ليل يتساقط صمتًا، موغلًا في، منضبًا الجداول: التي تستطيع قتل القهر،...
قراءة الكل
كم رغبت في أن أعبث بتلك القناعات المرصوفة، وأرسم شيئًا أخضر فوق الإسفلت، وكم حاربت بلحم الكلمات، وأعصاب الحروف، على أمل أن أكسر تلك المفاهيم المعدة لي، من قبل أن أولد، والتي ما علي إلا أن أرتديها، ليكتمل المشهد، لأجل حكاية تسرد دائمًا، في أكثر الأوقات عتمة، لأجل ليل يتساقط صمتًا، موغلًا في، منضبًا الجداول: التي تستطيع قتل القهر، الذي يتنفس عميقًا بدواخلي، ولأجل دفن رغبتي، في أن أعثر على فمي.هل شكلت الكتابة لي نزق طرح الأسئلة، ومعابثة السلطة ورجال الدين، أم التدرب على قول لا بمواجهة رجل؟ أين يمكنني سوى في رواية، أن أقول ما أخشى من قوله بالحياة؟ وأين بوسعي سوى بين السطور، أن أبوح بما أزعجني؟ المتعة قول ما أرغب في قوله، مجللًا بالإسقاطات والرموز، أم لأن الواقع ما عاد مؤتمنًا على الحقائق؟اليوم شارف على الانقضاء، المساء لم يتعجل كعادته في إبريل، جاء متلكنًا، لكنه لم يأتن حاملًا البهجة في عروته، ولم يحيني هذه المرة، فقط ظل مقطبًا، يجر جثته الثقيلة، وقبعته المكسوة مثلي بالضجر. بدا وكأن كثيرًا من النجوم يومها قد مرت، دون أن أشعر، حتى أن أصابعي لم تسمع وقع القلم، الذي أحضرها اليوم إلى هنا، لمقابلة القذافي. قلق، قلق، قلق وضيق، وأنا جالسة هنا منذ ساعات، والحيرة والخوف ينهشانني نهشًا، لم أجد وسيلة واحدة، في هذا المكان المجدب، أملًا بها الفراغ الذي أحسست به، لم أعرف طريقة واحدة، تمكنني من ردم المساحات الخالية، التي تولد في داخلي بالمئات كل ثانية.