دراسة لقوله - صلى الله عليه وسلم -: (يسروا ولا تعسروا، وبشروا ولا تنفروا، وتطاوعا ولا تختلفا)ولما يظهر من اهتزاز بعض القيم الدعوية في ميدان الدعوة تأتي أهمية البحث في القيم الدعوية في السنة النبوية، لأنه بحث في سيرة الأسوة المعصومة المبلغة عن الحق تعالى، وذلك من خلال دراسة دعوية لنموذج من سنة المصطفى - صلى الله عليه وسلم -، وهي ...
قراءة الكل
دراسة لقوله - صلى الله عليه وسلم -: (يسروا ولا تعسروا، وبشروا ولا تنفروا، وتطاوعا ولا تختلفا)ولما يظهر من اهتزاز بعض القيم الدعوية في ميدان الدعوة تأتي أهمية البحث في القيم الدعوية في السنة النبوية، لأنه بحث في سيرة الأسوة المعصومة المبلغة عن الحق تعالى، وذلك من خلال دراسة دعوية لنموذج من سنة المصطفى - صلى الله عليه وسلم -، وهي وصيته الخالدة للصحابيين الكريمين معاذ بن أبي جبل وأبي موسى الأشعري رضي الله عنهما:(( يسّرا ولا تعسّرا، وبشّرا ولا تنفّرا، وتطاوعا ولا تختلفا)). ويزداد الأمر أهمية في خضم المتغيرات المعاصرة الطارئة على المجتمعات الإسلامية، وظهور آثارها الأخلاقية والعقدية والفكرية على الشخصية الإسلامية، وما تبع ذلك من ظهور أجيال ترفض الدعوة إلى الهل ولا تتقبل شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتدعو إلى التحلل من الضوابط والقيم الإسلامية، مما يؤكد ضرورة الرجوع إلى المصدر النقي الطاهر للأخذ عنه والاهتداء بنوره، لما للقيم الدعوية من تأثير كبير في تشكيل شخصية الداعية المسلم وفي ترشيد سلوكه وإكسابه ملامح الشخصية الإسلامية المتميزة. مشكلة البحث وتساؤلاته:ويجيب هذا البحث عن سؤال مهم هو: ما أهم القيم الدعوية المتضمنة في السنة النبوية، من خلال نموذج مختار من الحديث النبوي، وما أبرز المؤشرات السلوكية والمنهجية لهذه القيم الدعوية المستنبطة من الحديث الشريف، ويمكن بلورة مشكلة البحث من خلال الأسئلة الآتية:1)) ما أهمية وجود قيم دعوية تعبر عن شخصية الداعية المسلم؟2)) ما الصلة القائمة بين الدعوة إلى الله والقيم الإسلامية؟ وما دور السنة النبوية في تكوينها؟3)) ما أهم القيم الدعوية المستنبطة من الوصية النبوية ((يسّرا ولا تعسّرا، وبشّرا ولا تنفّرا، وتطاوعا ولا تختلفا))؟4)) ما أهمية القيم المذكورة في الحديث للدعوة؟ وما مؤشراتها، وما أهم الأمور المخالفة لها؟ أهداف البحث:في إطار ما سبق تأتي أهداف البحث كما يأتي:1)) إبراز دور القيم الدعوية في بناء أسس الدعوة وأهدافها، وفي تحديد الأولويات الدعوية، والتمييز بين الإيجابيات والسلبيات، وعدم وضوح القيم الدعوية يزيد من فرصة وقوع الخطأ في اختيار المنهج والأسلوب والوسيلة. 2)) إبراز مؤشرات القيم الدعوية المستنبطة من الحديث الشريف. 3)) توضيح دور القيم الدعوية في ترشيد سلوك الداعية، وتأكيد أثرها في صياغة شخصيته وملامحه المتميزة كداعية إلى دين الله. 4)) الإسهام في طرح أوسع للقيم الدعوية المستنبطة من خلال السنة النبوية، فدراسة القيم الدعوية في السنة النبوية قليلة، رغم ارتباط علم الدعوة بالعلوم الأخرى التي تناولت القيم الإسلامية بالدراسة والتحليل، إلا أن الباحثة تشير إلى ضرورة إبرازها كقيم دعوية لأنها تؤسس لمهمة النبي - صلى الله عليه وسلم - التي كلفه بها تعالى في قوله: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا ﴾ [الأحزاب: ٤٥ - ٤٦].