ما يميز هذا الكتاب، أن مؤلفه الدكتور هاشم شريف، وظف مهارته في البحث العلمي المتقصي والرصين في تتبع جذور المفاهيم عمقًا حتى قبل كونها مفاهيم مستقرة، ولم يقبل أن يخضع لابتزاز القدم في الأقوال والعادات، بل جرى وراءها إلى آخر الأشواط ليفند السقيم من السليم، ولجأ في ذلك لمضاربة الأقوال ومقارنتها، وإرجاع العبارات إلى مناخها التاريخي و...
قراءة الكل
ما يميز هذا الكتاب، أن مؤلفه الدكتور هاشم شريف، وظف مهارته في البحث العلمي المتقصي والرصين في تتبع جذور المفاهيم عمقًا حتى قبل كونها مفاهيم مستقرة، ولم يقبل أن يخضع لابتزاز القدم في الأقوال والعادات، بل جرى وراءها إلى آخر الأشواط ليفند السقيم من السليم، ولجأ في ذلك لمضاربة الأقوال ومقارنتها، وإرجاع العبارات إلى مناخها التاريخي والاجتماعي والسياسي والاقتصادي إبان الزمن الذي شاعت فيه وبحث دائمًا عن أثر البيئة في تلميع أشياء وإطفاء أخرى أو حتى في اعتساف بعض التأويل إرضاء للتيار العام في مجتمع ما، وحفاظًا على علاقات حسبها أبناء ذلك المجتمع ضرورية للإبقاء عليه واستنجدوا لذلك بقدسية النصوص، واقتحم هذا المضمار لا اقتحام الثائر ولكن اقتحام الباحث عن الحق في ظل القيم القرآنية والمنظومة العامة لسلوك القدوة- صلى الله عليه وسلم- رافضًا ما يخالف ذلك السمت العام.وقد خلص الكاتب في يسر من هذه الدراسة ليدخل إلى النموذج الإسلامي الأول على عهد رسول الله- صلى الله عليه وسلم- مبينًا الفرق الهائل... لا بين هذا النموذج وهذه الممارسات السالفة، بل بين هذا النموذج وبين ممارستنا اللاحقة باسم الإسلام على غير علم ولا هدى ولا كتاب منير.