يأسرني أحياناً هذا النوع من الكتابة، لأنه يعبر عن حالة تمرد على المقاييس المتداولة، ولأنني أرى فيه خروجاً على النص وسعياً صادقاً للتعبير عن دخيلة النفس، من غير أدنى مراعاة لحرفيات الشروط الفنية: فلا أوزان الفراهيدي، ولا قوافي العرب، تحول دون الألغام اللفظية التي تتفجر هنا وهناك.وإذا كان التمرد على المواصفات شأناً شكلياً، فإن بمو...
قراءة الكل
يأسرني أحياناً هذا النوع من الكتابة، لأنه يعبر عن حالة تمرد على المقاييس المتداولة، ولأنني أرى فيه خروجاً على النص وسعياً صادقاً للتعبير عن دخيلة النفس، من غير أدنى مراعاة لحرفيات الشروط الفنية: فلا أوزان الفراهيدي، ولا قوافي العرب، تحول دون الألغام اللفظية التي تتفجر هنا وهناك.وإذا كان التمرد على المواصفات شأناً شكلياً، فإن بموازنة نجد تمرداً موضوعياً على المواصفات الاجتماعية، إلا أن الأمر برمته يبقى خلافياً، ويحتمل أكثر من وجه، وأكثر من رأي. بل إنني أعتقد أن وجهات النظر لم تستقر بعد، حول قصيدة النثر، وإن كان هذا اللون من الإبداع قد حقق حضوراً متميزاً في الشعر العربي الحديث.أما عن تجربة نوال عباسي هنا، فإنني لا أدري إلى أين تمضي، ولا أدري إذا كانت هي نفسها تعلم إلى أين تمضي، فهذا الكتاب جزء من محاولة نوال للدخول في جبل التجربة العظيم، إذ كتبت الكثير، ونشرت ما كتبته في الصحف والمجلات، وأصدرت كتباً تضم باقات من كتاباتها، وتلت صلواتها عبر الأثير في أكثر من محطة بث إذاعي عربي.ولا أغالي إذا قلت أننا جميعاً نحاول أن نضع قديماً في ميدان التميز الإبداعي، فهل ننجح؟ أنا أعتقد أن العودة إلى صفحات هذا الكتاب، هي التي تؤهلنا لمعرفة الجواب.فخري قعوار