فحيح أفعى

"من عتمة الليل أسمعها تناديني: تعالي، طال صبري وتطاولت علي الأوجاع، التيارات تجرفني... تجرفني تفتت في لحمي، والأشواك تجرحني، وزخات المطر ترعشني، اقتربي، ضعي يديك على عنقي واحضنيني، هدئي التيارات، وأقلعي الأشواك من دربي، ووبخي الأمطار لتساقطها على رأسي، أزيحي الستائر... أزيحيها، تغبش رؤيتي، لا... لا تجزعي، اقتربي... هاتي يدك هاتها، ظنتني صورة نفسي، سخروا مني وعنفوني-تكايلوا علي بسخطهم وانكبوا على ذواتهم وباعوني، كسرى الأطواق وفتتيها ثم احفظيها في أكياس سميكة، أنثر ما فيها على قبورهم... أزينها، لا تضحكي مني، انكشي الأرض بمعولك الطيع فعليها داست أقدامهم الأثيمة، واخلعي عنك ثوبك الأسود العتيق فهو كثمرة مهترئة على شجرة ما بخلت بالخيرات وأطلقي العنان لصوتك وقولي أنها هنا، وانظميها قصيدة يرددها الناس حولي، اقتربي... احمني، خوفي أن تقذف بي التيارات إلى شاطئ مهجور... وأصبح فتاة تبحث عن مجهول.