كانت الولايات المتحدة - لسنين قليلة ماضية - تُعدُّ - بالنسبة للعالم الإسلامي، وخاصة المنطقة العربية منه - بلداً مناصراً لقضاياه العادلة، ونصيراً جيداً لنزعات التّحرّر التي كانت سائدة فيه، إلَّا أن هذه النظرة للولايات المتحدة سرعان ما تبدَّلت وتغيَّرت معالمها عندما تكشَّفت ملامح العداء الأميركي لكلّ توجُّه عربي يسعى إلى الخلاص من...
قراءة الكل
كانت الولايات المتحدة - لسنين قليلة ماضية - تُعدُّ - بالنسبة للعالم الإسلامي، وخاصة المنطقة العربية منه - بلداً مناصراً لقضاياه العادلة، ونصيراً جيداً لنزعات التّحرّر التي كانت سائدة فيه، إلَّا أن هذه النظرة للولايات المتحدة سرعان ما تبدَّلت وتغيَّرت معالمها عندما تكشَّفت ملامح العداء الأميركي لكلّ توجُّه عربي يسعى إلى الخلاص من أيّ نفوذ أجنبي. أسطورة التهديد الإسلامي لأميركا وللحضارة الغربية، أعداء التّصدّي لمُخطّطات المجابهة مع الإسلام، أسباب التوتر في العلاقات مع العالم العربي، النجاح المُؤقَّت للمُخطّط الأميركي في العراق، الولايات المتحدة والإسلام الأميركي، الرغبة في حركات إسلامية على الطريقة الأميركية، كراهية الإسلام السياسي، المفهوم الدولي للإرهاب، الإرهاب وعلاقته الوثيقة بالإسلام، لماذا؟ الجهاد - فقه العُنْف المُسلَّح، الإرهاب - الدوافع – المعالجة، أبرز حوادث الاغتيال التي تمَّتْ في العالم في الفترة ما بين 1865- 2005، الظاهرة التي تتّسم بها قرارات صُنَّاع السياسة في الولايات المتحدة، والغرب بصورة عامة، هي النظرة الضّيّقة للإسلام السياسي، والاقتناع العميق بأن الإسلام هو ظاهرة تحمل في طيّاتها كلّ عناصر التّطرّف الديني، والكراهية للآخرين، وأن التعامل مع هذه الظاهرة، وإن بدا أنه ينطلق من هذا المفهوم الضيق للإسلام، إلَّا أنه يستند - أيضاً - على مفاهيم مُترسّخة في العقيدة المسيحية، التي ترفض الاعتراف بالإسلام كدين سماوي، وهي تُؤمن (وخاصة الكنيسة الكاثوليكية) بأن المسيحية هي الديانة الوحيدة التي تُحقّق الخلاص للبشرية، وأن كلّ الديانات الأخرى لا يمكن أن تقدّم للإنسانية حقيقة الخلاص المنشودة .