تكاد تكون الكتابة التوثيقية والتحليلية، في حقل نشاط المرأة السايسي، من الندرة بمكان، حيث لم يكتب فيه لأسباب سياسية وثقافية تتعلق بحساسية تاريخ الحراك السياسي طيلة القرن الماضي، فضلاً عن موقف المجتمع من نشاط المرأة وأدوارها خارج المنزل بشكل عام، إذ ما زالت المرأة البحرينية، برغم المتغيرات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، مغيبة ن...
قراءة الكل
تكاد تكون الكتابة التوثيقية والتحليلية، في حقل نشاط المرأة السايسي، من الندرة بمكان، حيث لم يكتب فيه لأسباب سياسية وثقافية تتعلق بحساسية تاريخ الحراك السياسي طيلة القرن الماضي، فضلاً عن موقف المجتمع من نشاط المرأة وأدوارها خارج المنزل بشكل عام، إذ ما زالت المرأة البحرينية، برغم المتغيرات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، مغيبة نسبياً عن التاريخ وصناعته، وما زالت هي نفسها غائبة عن أن تكتب شهادتها وحضورها في منعطفاته، وأظن بإنجازي لهذا الكتاب -أنني أكتب في منطقة تكاد تكون بكراً.لهذا وذاك شكل موضوع هذا الكتاب، أثناء مسيرة إنجازه، تحدياً لي في الكشف عن أوجه متعددة لحقيقة تربية المرأة في مجتمعاتنا في إطار الثقافة السائدة ومنظومة العادات والتقاليد والقيم، وهي الحقيقة التي طالما تم تداولها في أغلب الأحيان باستخفاف، أو التعاطي معها في الفحص والتحليل استناداً إلى الخطاب النسوي القابع خارج مجتمعه في مفاهيم النسوية العالمية، أو الخطاب الرسمي أو الديني المؤدلج، خاصة إذا أدركنا أن عملية التربية عملية معقدة ومركبة ومتشابكة في تداخل عناصرها وتفاعل مقوماتها في إطار المؤسسات التي تقوم عليها.حاول الكتاب رفع الغطاء عن الازدواجية التي تتسم بها بعض خطب المؤسسات الأهلية والاجتماعية والسياسية والدينية والرسمية تجاه أدوار المرأة في المجتمع بعامة والشأن السياسي بخاصة، كما أدان أفكارها وآراءها التي تتأسس على فكر تقليدي جامد وأسلوب تربية تسلطي وتلقيني، لهذا كان الكتاب زاخراً بالنبش والحفر وخلخلة المواقف التقليدية تجاه مظاهر التربية التي تقوم بها مؤسسات المجتمع تجاه المرأة وإعدادها لممارسة دورها السياسي ومشاركتها في الحياة العامة للمجتمع.