القارئ العزيز ليس هذا الكتاب سيرة ذاتية وإنما هو انتقاء لذكريات من فترات من حياتي – نقلت هذه الذكريات - بعض ما تعرضت له من مواقف وبعض المشاهدات التي عرفت تفسيرها وبعضها الذى لم أجد لها تفسيرا حتى الآن. ثم أضفت إلى هذا بعض الرؤى، ليس بهدف املاء رأي أو تقديم نصيحة أو نقد لشخص أو جماعة، وإنما لكي أنقل بعض الايجابيات والسلبيات التي ...
قراءة الكل
القارئ العزيز ليس هذا الكتاب سيرة ذاتية وإنما هو انتقاء لذكريات من فترات من حياتي – نقلت هذه الذكريات - بعض ما تعرضت له من مواقف وبعض المشاهدات التي عرفت تفسيرها وبعضها الذى لم أجد لها تفسيرا حتى الآن. ثم أضفت إلى هذا بعض الرؤى، ليس بهدف املاء رأي أو تقديم نصيحة أو نقد لشخص أو جماعة، وإنما لكي أنقل بعض الايجابيات والسلبيات التي مررت بها فى حياتى الطويلة، إذ عشت مراحل قد لا يكون أتيح لكثيرين غيري عيشها: حيث توزعت طفولتى بين مدينة فى شمال مصر( زفتى)، وفى القاهرة وفى قرية فى الصعيد ( المنيا)، كما انتقلت فى شبابى فى أكثر من مكان، القاهرة حيث الجامعة التى درست فيها، وإنجلترا للحصول على الدكتوراه، ثم العمل بالعراق فى فترتين زمنيتين شديدتي الاختلاف، ما قبل ثورة العراق فى 1958 وما بعدها. واستمر المشوار من البحث العلمى إلى التخطيط العلمي فى المجلس الأعلى للعلوم، ثم العمل فى سفارتنا بواشنطن كمستشار ثقافى ومدير لمكتب البعثة التعليمية فى الولايات المتحدة وكندا فى ظروف كانت فيها العلاقات بين الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وحكام أمريكا فى اسوأ حالاتها، ثم العودة إلى مصر كوكيل لوزارة التعليم العالي.. مسئول عن أبناء مصر المبعوثين للدراسة فى مختلف دول العالم، والوافدين للتعلم فى مصر، ثم وزيرا للشباب وبعد ذلك رئيسا لاكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا. وخلال فترة عملي فى التعليم العالي ووزارة الشباب والأكاديمية كنت أمينا عاما للجنة الوطنية لليونسكو (الشعبة القومية لليونسكو فى ذلك الوقت)، فشاهدت وشاركت فى مواقف شديدة الصعوبة سياسياً،عرفت من خلالها التكتلات الدولية، والعلاقات الشخصية وأثرها فى اتخاذ القرارات وأساليب استخدام قواعد الإجراءات المنظمة للعمل فى مجلس من مجالس الأمم المتحدة، ثم أنتقلت بعد ذلك إلى الأمم المتحدة – ومعي كل هذه التجارب – استمر عملي فى الأمم المتحدة لفترة طالت إلى قرابة عشرين عاماً، زرت خلالها أكثر من ثمانين دولة والتقيت أثناءها بالالاف من البشر من مختلف الجنسيات والملل. وأخيراً عدت إلى مصر منذ آخر سنة 1992 . أردت من هذا الكتاب أن أنقل بعض المواقف والمشاهدات والانطباعات التي مررت بها خلال هذه الرحلة الطويلة من العمر إلى القارئ الكريم، وخاصة الشباب - الذي نضع كل آمالنا عليه - فقد يرى بعضهم فيها بعض ما قد يفيد. والله ولي التوفيق