يعد اضطراب الذاتوية (Autism) من أشد الاضطرابات النمائية صعوبة حيث أنه يؤثر على شخصية الطفل بأسرها عقليًا وإجتماعيًا وإنفعاليًا، فنجد الطفل يواجه العديد من المشكلات ولعل أبرزها مشكلة الانتباه والتي تظهر في نقص استمرار الانتباه، فنجد الطفل لا يستطيع التواصل بالعين عندما يحدثه شخص آخر، كما يجد صعوبة في تحويل انتباهه من مثير إلى آخر...
قراءة الكل
يعد اضطراب الذاتوية (Autism) من أشد الاضطرابات النمائية صعوبة حيث أنه يؤثر على شخصية الطفل بأسرها عقليًا وإجتماعيًا وإنفعاليًا، فنجد الطفل يواجه العديد من المشكلات ولعل أبرزها مشكلة الانتباه والتي تظهر في نقص استمرار الانتباه، فنجد الطفل لا يستطيع التواصل بالعين عندما يحدثه شخص آخر، كما يجد صعوبة في تحويل انتباهه من مثير إلى آخر، ولا يستطيع غالبية الأطفال الذاتويين معالجة وتكامل المعلومات من خلال الانتباه لمصادر مختلفة في وقت واحد، ولهذا نجد أن الاهتمام بتحسين الانتباه لدى الأطفال الذاتويين يجب أن يكون في المرتبة الأولى في برامج التدخل العلاجي انطلاقًا من أن كل السلوكيات التي تصدر عن الطفل تقوم في جوهرها على مدى انتباه الطفل، حيث أنه بتنمية الانتباه لدى الأطفال الذاتويين ينتج عنه تغيرات إيجابية في مختلف المهارات الاجتماعية لدى هؤلاء الأطفال، لهذا فقد اشتمل هذا الكتاب على برنامج سلوكي لتنمية الانتباه وبعض المهارات الاجتماعية لدى الأطفال الذاتويين بالاضافة إلى عرض لبعض حالات الذاتوية قبل اجراء البرنامج وبعده للتأكد من مدى فاعلية البرنامج في تقدم هؤلاء الأطفال، الأمر الذي يفيد أولياء الأمور والعاملين في مجال الذاتوية.ويكشف الكتاب أيضًا عن ماهية الذاتوية وأسبابها واعراضها والعلامات المبكرة لها وتشخيصها والفرق بين اضطراب الذاتوية والاضطرابات النمائية الاخرى، وكذلك يعرض خصائص الاطفال الذاتويين، وكيفية علاجهم، ومن هذا المنطلق يحتاج كل أفراد المجتمع - وخاصة المتخصصين وأوليات الأمور أن يبادروا بفهم هذه الفئة فهمًا جيدًا قائمًا على البحث العلمي، لأن هذه الفئة أصبحت غير قليلة وتحتاج إلى رعاية خاصة قائمة على العلم والدراسة.
