على كثرة ما كتب عن تاريخ حزب الوفد المصري ودوره في الحركة الوطنية المصرية، لم يحظ زعيمه ورئيسه - الثاني - مصطفى النحاس، أحد أبرز زعماء الحركة الوطنية المصرية في فترة ما قبل ثورة يوليو 1952، بدراسات علمية ضرورية وواجبه، ومن هنا تأتي أهمية هذا الكتاب والذي يتناول بالدراسة العلمية الموثقة والموضوعية، دور النحاس ليس فقط باعتباره رئي...
قراءة الكل
على كثرة ما كتب عن تاريخ حزب الوفد المصري ودوره في الحركة الوطنية المصرية، لم يحظ زعيمه ورئيسه - الثاني - مصطفى النحاس، أحد أبرز زعماء الحركة الوطنية المصرية في فترة ما قبل ثورة يوليو 1952، بدراسات علمية ضرورية وواجبه، ومن هنا تأتي أهمية هذا الكتاب والذي يتناول بالدراسة العلمية الموثقة والموضوعية، دور النحاس ليس فقط باعتباره رئيسًا لحزب الوفد، وإنما من خلال رئاسته للوفد، وعلى ذلك يتناول الكتاب بالدراسة قضايا أساسية، منها قضية الزعامة عندما تمارس السلطة السياسية، وكيف تتطور علاقتها بمصدر السلطة أنذاك، الإنجليز والقصر، وبالشعب الذي تستمد منه هذه الزعامة، ومنها كذلك قضية مصداقية الزعيم فيما يقوله وينادي به وهو خارج السلطة، وما يفعله عندما يلي السلطة ويصبح عليه أن ينفذ ما كان به من برامج وسياسات.وقد يختلف البعض مع المؤلف في بعض تحليلاته وآرائه واجتهاداته، فهذا أمر طبيعي ومشروع، لكن الحقائق العلمية المستمدة من المصادر الأصلية، والموثقة، والتي اختبرت بمعايير النقد التاريخي العلمي، هذه الحقائق ليس بوسع أحد أن يختلف بشأنها، والنظرة العلمية تحتم علينا أن ننظر إلى زعمائنا باعتبارهم بشرًا وليسوا أنبياء أو قديسين، وأن الإنجاز الحقيقي لهم يوزن بميزان العلم، ويقاس بحجم الدور الإيجابي الذي يؤثر في تاريخ الوطن ونهضته.