إن فصول هذا الكتاب نشأت وتطورت منذ أواسط 1967 بارتباط مع نشوء وتطور فكرة فن ينطلق من التعبير، بألوان صرفة عن عمليات الذرة والطاقة. وأول فصل هو الذي صدر باللغة الإنكليزية عام 1971 تحت عنوان "بيان الفن الجديد لواقعية الكم" ويقول المؤلف بأن تأكيده على فرضية واقعية الكم بدرجة يقع بدرجة رئيسية على العلاقة بين أصل وتطور الفن وبين عملي...
قراءة الكل
إن فصول هذا الكتاب نشأت وتطورت منذ أواسط 1967 بارتباط مع نشوء وتطور فكرة فن ينطلق من التعبير، بألوان صرفة عن عمليات الذرة والطاقة. وأول فصل هو الذي صدر باللغة الإنكليزية عام 1971 تحت عنوان "بيان الفن الجديد لواقعية الكم" ويقول المؤلف بأن تأكيده على فرضية واقعية الكم بدرجة يقع بدرجة رئيسية على العلاقة بين أصل وتطور الفن وبين عملية صنع الأدوات والإنتاج الحادي للمجتمع، أي علاقة الإنسان والطبيعة.وقد انطلقت واقعية الكم من عملية الإنتاج المادي وبالتالي من التحولات الجوهرية المتعاقبة التي ترتبت على هذه العملية في علاقة الإنسان مع الطبيعة وتأثير ذلك على السمات الجوهرية لإنتاجه الفني. ويقول المؤلف بأن هذا قاده إلى مفهوم فن لعمليات الطبيعة يناسب التحول الجوهري الجديد في علاقة الإنسان المعاصر مع الطبيعة، ويعني تغلغله إلى عمق جديد ذي قوانين وخصائص جديدة من المادة غير معروف قبلاً. غير أن العصر الحالي هو في الوقت نفسه عصر تحول جوهري في علاقة الإنسان مع الإنسان، عصر انتقال من شكل طبقي إلى شكل لا طبقي من العلاقات أيضاً. فكيف تنعكس هذه التحولات في شكل الصورة الفنية؟ وهل ينطبق فن عمليات الطبيعة على فن عمليات المجتمع؟ وهل يمكنه، عندئذ، وضع صيغة صحيحة تمثل العلاقة بين الشكل الفني وبين أصوله الإنتاجية (الطبيعة) والاجتماعية معاً؟ الفصول الثلاثة للكتاب (وخاصة الفصل الخاص بالدور الاجتماعي للفن) تحاول إعطاء أجوبة لمثل هذه التساؤلات ثمة نقطة أخرى تتعلق بالفصل الأول الخاص بصنع الأدوات ونشوء الإنساني، خلال السبعينات جرت اكتشافات اركيولوجية هامة ألقت ضوءاً جديداً على ابعد الزمني لوجود الإنسان على الأرض.غير أن المؤلف رأى أنه من الأفضل إبقاء النص الأصلي كما ورد في الطبقة الإنكليزية ومن تغيير وإضافة هامش منفصل إيضاحاً لهذه النقطة، مع ذلك، فإن هذا الامتداد الكبير في الماضي، لفترة ما قبل التاريخ الإنساني، لم يغير شيئاً من نمط التطورات الباليوليثية اللاحقة المعروفة قبلاً والتي استندت إليها فرضية واقعية الكلم في استنتاجاتها.