يوضح هذا الكتاب أن الله سبحانه وتعالي خلق الإنسان وعلمه البيان، فاللغة فطرته لدي الإنسان وزوده سبحانه بملكة اكتساب اللغة، ولما كانت اللسانيات تدرس اللغة دراسة علمية منضبطة ومحكمة، شأنها شأن العلوم الأخرى فإنها اهتمت بتحليل اللغة إلي أبسط عناصرها وبإعادة تركيب هذه العناصر بشكل متدرج، وهذا ما عبر عنه بمستويات اللغة ( الأصوات والفو...
قراءة الكل
يوضح هذا الكتاب أن الله سبحانه وتعالي خلق الإنسان وعلمه البيان، فاللغة فطرته لدي الإنسان وزوده سبحانه بملكة اكتساب اللغة، ولما كانت اللسانيات تدرس اللغة دراسة علمية منضبطة ومحكمة، شأنها شأن العلوم الأخرى فإنها اهتمت بتحليل اللغة إلي أبسط عناصرها وبإعادة تركيب هذه العناصر بشكل متدرج، وهذا ما عبر عنه بمستويات اللغة ( الأصوات والفونيمات والمورفيمات والكلمات والمركبات والجمل).وقد اجتازت اللسانيات مراحل مختلفة، ركزت في المرحلة الأولي علي وظيفة العنصر من خلال موقعه بالنسبة إلي مواقع العناصر الأخرى ( القيمة الموقعية)، وهذا ما يعرف باللسانيات التقريرية الشكلية، ثم انتقلت إلي دراسة التركيب وتفسير هذا التركيب، وهذا هو ما يعرف باللسانيات التفسيرية. إن اللسانيات في المرحلتين السابقتين ركزت علي اللغة باعتبارها أبنية عقلية، أما في المرحلة الثالثة فركزت علي وظيفة اللغة في الاتصال، وهنا اهتمت بالكلام وأدي هذا إلي ضم التداولية إليها. إن تأثير اللسانيات بالتداولية جعلها تنتقل من دراسة الجملة بوصفها أكبر وحدة نحوية إلي دراسة النص بوصفه الوحدة الكبري الأساسية للتحليل، وهذا هو ما يعرف باللسانيات النصية. إن هذا الكتاب يتتبع رحلة اللسانيات هذه، ويهتم بتطبيق ذلك علي العربية الفصحي، وأرجو أن يضع هذا الكتاب لبنة في صرح الدراسات اللغوية العربية لتصبح العربية لغة عالمية تجمع بين التراث والمعاصرة.