مقدمةاللهم إني أسألك من خير ما سألك منه نبيك وحبيبك محمد صلى الله عليه وسلم، وأستعيذ من شر ما استعاذ منه نبيك وحبيبك محمد صلى الله عليه وسلم وأنت المستعان وعليك البلاغ ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، سبحانك لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين.وبعدأصبح تطوير الاداء الإداري من أهم أولويات سياسة المنظمات المعاصرة بشكل...
قراءة الكل
مقدمةاللهم إني أسألك من خير ما سألك منه نبيك وحبيبك محمد صلى الله عليه وسلم، وأستعيذ من شر ما استعاذ منه نبيك وحبيبك محمد صلى الله عليه وسلم وأنت المستعان وعليك البلاغ ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، سبحانك لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين.وبعدأصبح تطوير الاداء الإداري من أهم أولويات سياسة المنظمات المعاصرة بشكل عام والمنظمات التعليمية بشكل خاص، فالمنظمة التعليمية التي لا تتطور ولا تطور نفسها عن غيرها من المنظمات التعليمية المنافسة سوف تتخلف وقد تندثر، وعليه فإن ثمة حقائق مهمة في مجال تطوير المنظمة التعليمية وإدارتها، من أهمها أن التغير البيئي جزء أساسي من الحياة التنظيمية للمنظمات التي يجب التعامل معها، وإن تطوير الاداء الإداري المتميز للمنظمات التعليمية يجب أن يتلاءم مع متطلبات الوقت والمكان.إن تكلفة تطوير وتميز المنظمة التعليمية أقل بكثير من تكلفة عدم التطور والتميز؛ لأن التطور والتميز يعتبر نمطاً فكرياً إدارياً، ولكونه أيضاً يتطلب توافر مقومات البناء الاستراتيجي المتكامل والمعبر عن التوجهات الرئيسة للمنظمة ونظرتها المستقبلية بكافة عناصرها ومكوناتها من حيث الرؤية المستقبلية للمنظمة التعليمية وتصورات تطوير الأداء الإداري المستقبلي ومركزها التنافسي وطبيعة الخدمات التي توفرها وتتميز بها عن المنظمات الأخرى، ورسالتها التي تعبر عن النتائج التي تسعى إلى تحقيقها والتي تدل على مبرر وجودها، وأهدافها الاستراتيجية التي تعمل على تحقيقها وتتخذها أساساً في تخطيط عملياتها وتحديد الموارد والمدخلات التي تحتاجها، وآلية إعداد الخطط الاستراتيجية ومتابعتها وقياس عوائدها وتقويم الإنجازات المتحققة عنها.من هنا تأتي أهمية دراسة وتحليل المنظمات وفهم كيفية عملها والقوى الداخلية والخارجية التي تؤثر في عملها ونجاحها، لذا فقد جاء هذا الكتاب ليقدم لكل مهتم بدراسة المنظمات وعملها أهم النظريات والمباديء والمفاهيم والممارسات الحديثة التي تساعد على فهم دينامية المنظمات وعملها وتطوير إداراتها من منظور كلي متكامل.من هنا جاءت أهمية هذا الكتاب الذي مزجت فيه خبرات دول عالمية متقدمة بهذا المجال مع خبرات عربية أخرى، حتى استقر على فصوله الحالية ، بحيث يخرج القاريء من خلالها بتصور معين يساعده كدليل على الطريق رغم أن هذه الطريق تمتاز بالتطوير المستمر والمؤثرات والمواد الداعمة والمساندة له بحيث يكون قادراً على أن يجعل لكل مقام مقال، ولكل موقف طريقة في التصرف.يتضمن هذا الكتاب أحد عشر فصلاً تكمل بعضها بعضاً، فقد تناول الفصل الاول الإطار العام للكتاب وأهم المصطلحات والدراسات الأجنبية والعربية، وتناول الفصل الثاني منظمة التعلم وتطوير الأداء الإداري وأهمية منظمة التعلم ومفهومها وعناصرها وخصائصها، أما الفصل الثالث فقد تطرق إلى التعلم التنظيمي فبحث في سماته وأساليبه وأنماطه ونماذجه، وتناول الفصل الرابع المدرسة كمنظمة تعلم مبيناً مبادئ المدرسة كمنظمة تعلم ومتطلبات تحويلها والعوامل المؤثرة ومتطلبات تطويرها.اما الفصل الخامس فقد واجه واقع الأداء الإداري فتطرق إلى طبيعة المجتمع الذي تمثله وطبيعة التعلم الثانوي ومهام ومسؤوليات العاملين، واهتم الفصل السادس بالتغيير التنظيمي من حيث المفهوم والخصائص والأسباب والأهداف والأهمية والأنواع والاستراتيجيات والتدريب ومداخل التغيير ، فيما اختص الفصل السابع بالتطور التنظيمي من حيث المفهوم والاهمية والأنواع والخطوات والمراحل، أما الفصل الثامن فتناول أهمية إدارة المعرفة من حيث المفهوم والأهمية والمصادر والخصائص والأنواع.ولم يقتصر هذا الكتاب على الجانب النظري، بل احتوى على جانب تطبيقي وهذا ما تضمنه الفصل التاسع: واقع الأداء الإداري "دراسة ميدانية" حيث تضمن إعداد الاستبيان والعينة والبناء والصدق والثبات والإجراءات والنتائج، أما الفصل العاشر فقد رصد تصورات بعض خبراء الإدارة والتخطيط لتطوير الأداء الإداري باستخدام أسلوب "دلفاي" كما تمت مناقشة ماهية هذا الأسلوب ومتطلباته وخصائصه وأنماطه وصعوباته وآلياته، وكانت نهاية المطاف بالفصل الحادي عشر الذي تضمن تصوراً مقترحاً لتطوير الأداء الإداري، حيث تم توضيح منطلقات التصور المقترح وعناصره ومتطلبات تنفيذه ومراحله ومعوقاته بالإضافة إلى مناقشة الصعوبات والحلول والدراسات المقترحة.وختاماً يأمل المؤلف أن يجد القاريء بعض الإجابات المفيدة لتساؤلاته حول عمل ودينامية المنظمات وتطوير إداراتها، ولا يفوت المؤلف أن يوجه شكره وتقديره لكل من أسهم وساعد ويسّر إخراج هذا الكتاب ليكون رافداً جديداً للمكتبة العربية وعوناً للباحثين وطلبة العلم والمهتمين.والله تعالى وحده أسأل أن يوفقنا لما فيه الخير، والله ولي التوفيق.المؤلف