رواية (عشيقة عرابي) للروائي محمد محمد السنباطي، نقدمها إلى قارئ يتعطش لمثل هذا المستوى الرفيع من الإبداع. رواية يصحو فيها التاريخ من رقدته الباردة ليصير حاضرا دفاقا بدماء جديدة، وها هو عرابي الذي جابه الخديوي بالرفض يفرد جناحيه على حياة توحيدة بطلة الرواية فيتبدى لها كلما ضربتها الأيام بمخلب المفاجآت. ولم لا؟ وهي تختزن بروحها صو...
قراءة الكل
رواية (عشيقة عرابي) للروائي محمد محمد السنباطي، نقدمها إلى قارئ يتعطش لمثل هذا المستوى الرفيع من الإبداع. رواية يصحو فيها التاريخ من رقدته الباردة ليصير حاضرا دفاقا بدماء جديدة، وها هو عرابي الذي جابه الخديوي بالرفض يفرد جناحيه على حياة توحيدة بطلة الرواية فيتبدى لها كلما ضربتها الأيام بمخلب المفاجآت. ولم لا؟ وهي تختزن بروحها صورة الفارس لكنها لم تكن تعلم أن ذلك المناضل في سموقه وانكساره ستنطبع صورته على حياتها هي، فكأنه قدرها الذي يعشقها أكثر مما تعشقه، فصارت حياته مضفورة بحياتها وذلك بأسلوب قاصٍ يعرف كيف ينحت الكلمات ليصنع منها حياة جديدة تعيد قراءة التاريخ بأسلوب سردي مختلف، وتلتقي عنده اللغة الشاعرية المحلقة في المدارات الفلكية بلغة الحياة اليومية المحببة.تُثير الرواية الكثير من الإشكاليات حول مصداقية الدرس التاريخي الذي تعلمناه ذلك الذي مزج التاريخ بالخرافة بالأيدولوجيا التي واكبت كتابة هذا التاريخ، وتضعه على مائدة الحوار العقلاني الذي يخلو من الرومانسية المفرطة، وتأتي جرأة الطرح في مواجهة حقيقية تؤكد الرواية أنها كتبت علي طريقة تزييف التاريخ.