واجهت اللغة العربية في القرن التاسع عشر صعوبات لغويةً شتَّى، ولا سيما فيما يتعلق بإيجاد المُفردة المُناسبة للمؤسسات الحضارية، والعُلوم الحديثة التي بدأت تفد من الغرب نتيجة الإحتكاك الخثيث الذي بدأ يرمي بظله على المنطقة العربيَّة، وبخاصة بعد غزو الفرنسيين لمصر 1798- 1801م.وتضاعفات صعوبات إيجاد المفردات العربيَّة القادرة على التعب...
قراءة الكل
واجهت اللغة العربية في القرن التاسع عشر صعوبات لغويةً شتَّى، ولا سيما فيما يتعلق بإيجاد المُفردة المُناسبة للمؤسسات الحضارية، والعُلوم الحديثة التي بدأت تفد من الغرب نتيجة الإحتكاك الخثيث الذي بدأ يرمي بظله على المنطقة العربيَّة، وبخاصة بعد غزو الفرنسيين لمصر 1798- 1801م.وتضاعفات صعوبات إيجاد المفردات العربيَّة القادرة على التعبير عن العلوم الحديثة الواردة من الغرب، والمؤسسات الحضارية الطارئة على المجتمع العربي بكافة إثر الصحوة التي حمل رايتها محمد علي، والي مصر، بدءاً بمنتصف العقد الأول من القرن التاسع عشر بإيفاده العديد من المبعوثين إلى المعاهد الأوروبية العلميَّة والتقنيَّة لإكتساب العلوم.وجعل هذا الحال الكتاب خاصةً يدركون صعوبات إيجاد المفردات والمصطلحات المناسبة للتعبير عما كان يجد في البلاد العربية من مواد حضاريَّة مستوردةٍ، وعلوم وما إلى ذلك.نتبّع، في هذه الدراسة، الألفاظ التي استعملها أحمد فارس الشدياق لتسمية بعض المؤسسات الحديثة التي أخذت في الظهور في مدن الدولة العثمانية والبلاد الخاضعة لها والتي تشمل مناطق شاسعة من الأراضي العربيّة، والمؤسسات التي عرفها الشدياق أثناء عيشه في أوروبا أو بإطلاعه عليها من خلال الصحافة وعمله فيها.وسوف نورد هذه الألفاظ كما وردت في كتابات الشدياق بجريدة "الجوانب"، التي تبيّن إستعماله لكلّ من هذه الألفاظ، كما سنتتبع محاولات الشدياق الجادّة لإستنباط اللفظة المناسبة للتعبير عن مستحدثات حضاريّة أصبحت رمزاً من رموز الحداثة في الدولة، وأمراً ضرورياً في حياة العديد من مواطني المناطق الناطقة بالعربيّة، وخاصّة في المدن التي كان لها علاقات تجاريّة، او كان فيها مراكز إدارية لها إتصالات مباشرة مع الدولة العثمانية ومؤسساتها المختلفة في الحقبة الزمنيّة التي استمرت فيها "الجوانب" بالنشر 1861- 1887.