الحمد لله الذي أرسل رُسُله رحمةً بالخلق، ودعوةً إلى الحق، وإرشادا إلى الهدى، وتحذيرا من الردى، ووعدوهم بالحسنى، وخوفوهم من سوء العقبى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، قضى وقدّر، وشرع وأمر؛ فكان تقديره غاية الكمال وعين الحكمة، وكان في شرعه تمام المنة، وسابغ النعمة، فله الحمد على حكمته وحكمه، وله الشكر على نعمته ومنته، و...
قراءة الكل
الحمد لله الذي أرسل رُسُله رحمةً بالخلق، ودعوةً إلى الحق، وإرشادا إلى الهدى، وتحذيرا من الردى، ووعدوهم بالحسنى، وخوفوهم من سوء العقبى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، قضى وقدّر، وشرع وأمر؛ فكان تقديره غاية الكمال وعين الحكمة، وكان في شرعه تمام المنة، وسابغ النعمة، فله الحمد على حكمته وحكمه، وله الشكر على نعمته ومنته، وأشهد أن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم، أدى الرسالة، ونصح للأمة، وأقام الحجة، وأوضح المحجة، ودعا إلى أعظم مطلب، وحذر من شر منقلب، وسار على منهج رباني، مقتفيا أثر أولئك الأخيار الذين قيل له عنهم: ﴿ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ﴾[1]. فبشّر كما بشروا، وأنذر كما أنذروا؛ إذ هم جميعا قالوا لأقوامهم: إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم، فمن صدقهم واتبع النور الذي جاءوا به؛ سَلِمَ ونجا، ومن كذبهم وتنكب طريقهم؛ خاب وخسر، وأدركه العذاب في الدنيا والآخرة.وإن الناظر في القرآن الكريم والسنة النبوية يجد من ذلك شيئا كثيرا، يجد مسيرة طويلة وتاريخا عظيما لما بين الرسل وأقوامهم من التبشير والإنذار، ومن النصر أو العذاب والهلاك والتدمير، ففي خبر كل نبي ورد ذكره في القرآن تجد انتصاره واضحا جليا، وإهلاكا لقومه عاجلا ماحقا.