لقد انزل الله تعالى في كتابه الكريم، وجعله دستوراً للشريعة ومصباحاً للعقيدة، فأحكم نظامه وأتم بيانه، وبلَّغه لرسوله الأمين صلى الله عليه وسلم، وأمره ببيانه، ووعد الله تعالى بحفظه، فقال: (إنّا نحن نزَّلنا الذِّكر وإنّا له لحافظون)، وهذا الوعد الإلهي يتضمَّن حفظ السنَّة النبوية لأنها بياناً للذكر.ولقد حاول بعض المتطفِّلين الدس على...
قراءة الكل
لقد انزل الله تعالى في كتابه الكريم، وجعله دستوراً للشريعة ومصباحاً للعقيدة، فأحكم نظامه وأتم بيانه، وبلَّغه لرسوله الأمين صلى الله عليه وسلم، وأمره ببيانه، ووعد الله تعالى بحفظه، فقال: (إنّا نحن نزَّلنا الذِّكر وإنّا له لحافظون)، وهذا الوعد الإلهي يتضمَّن حفظ السنَّة النبوية لأنها بياناً للذكر.ولقد حاول بعض المتطفِّلين الدس على رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم يقله، ودخلوا تحت وعيد رسول الله صلى الله عليه وسلم: "نضر الله امرءاً سمع منا حديثاً فحفظه حتى يبلغه، ومن كذب عليَّ متعمداً فليتبوَّأ مقعده من النار".ولكن الله تعالى وفق بعض العلماء ليذبّوا عن الشريعة المطهرة دس هؤلاء ووضعهم وكذبهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبيَّنوا الصحيح منها والموضوع، وتحقق وعد الله فحفظت السنَّة، وبحفظها حفظت احكام القرآن الكريم.ولقد صنَّف هؤلاء العلماء مصنفات عديدة ليظهروا بها كذب هؤلاء المندسين، وجرَّحوا من أراد أن يدسّ ما لم يقله الرسول صلى الله عليه وسلم، فظهرت المؤلفات في الموضوعات والواهيات والأحاديث المشتهرة ومنها: "النوافح العطرة في الأحاديث المشتهرة للقاضي محمد بن أحمد الصنعاني"، وهو الكتاب الذي نحن بصدده.وأصل هذا الكتاب مخطوط بدار الكتب المصرية، ولأهمية هذا الكتاب أعتنى بتحقيقه السيد "محمد عطا" حيث قام بنسخ الكتاب من مخطوطته الوحيدة التي عثر عليها بدار الكتب المصرية، ومراجعتها على الأصول التي اعتمد المؤلف في تصنيفه، قام بتخريج بتتبع روايات كل حديث وإثبات مواضعها في كتب السنَّة، وخاصة الكتب التي اعتمد المصنف عليها وكتب الأحاديث المشهورة والموضوعة، إكمال النقص الوارد في متن المخطوطة والذي ترك الناسخ مكانه بياض من الكتب الأصول، ليقدم لنا مختصر لطيف الحجم، بارع العبارة، بديع النظم، جمع نبذاً من حديث المصطفى سنية، وجملاً من أحاديثه المروية، شيد الله بناها، وأدام إشراق سناها، أميط فيها اللثام عن الدائر منها على ألسنة الأنام.