* كانت الدراسات الأدبية المقارنة قد أكدت على أهمية الوعي بالثقافات المتعددة، فأضافت إليها دراسات ما بعد الكولونيالية ضرورة النهل من شتى ينابيع المعرفة، أدبية كانت أم وثائقية، شفهية كانت أم مدونة· هذا واكتسب نقد ما بعد الكولونيالية منظوراً مقارناً لا يسعى إلى إقامة تراتب هرمي بين الثقافات، بل إلى دراسة مدى تفاعلها· كما تَبيَّنَ ل...
قراءة الكل
* كانت الدراسات الأدبية المقارنة قد أكدت على أهمية الوعي بالثقافات المتعددة، فأضافت إليها دراسات ما بعد الكولونيالية ضرورة النهل من شتى ينابيع المعرفة، أدبية كانت أم وثائقية، شفهية كانت أم مدونة· هذا واكتسب نقد ما بعد الكولونيالية منظوراً مقارناً لا يسعى إلى إقامة تراتب هرمي بين الثقافات، بل إلى دراسة مدى تفاعلها· كما تَبيَّنَ لمنظّريه قدرة ثقافة المهمشين الخارجة عن المعايير النقدية الكلاسيكية على تغيير الأسس الجمالية للتقييم، مما يبصر بمنظور جديد غفل عنه النقاد من ذي قبل·* كشفت لي القراءة عبر الثقافات، أن الثقافة العالمية لم تكن من صنع الشمال بمفرده، بل شاركت في صياغتها الجماعات الثقافية المتنوعة، ومقاومة المركز لا ينبغي أن تضعنا في موقع دفاعي يغفلنا عن الدور الذي لعبه الأدب العربي في الثقافة العالمية، وهو ما زال قادراً على الإضافة· والمتتبع للخريطة الثقافية للعالم يلحظ تبادل الأدوار بين الثقافات على مدار التاريخ·