اقرأ في هذا الكتاب تاريخ تحول خطير، تم في وقت قصير، يقل عن ربع قرن من الزمان. وهو حدث لا نظير له في التاريخ : إذ ليس هناك مصلح واحد أحدث مثل هذا التغيير في حياة أمة بأكملها، تقطن بلاداً واسعة الأرجاء :وما من مصلح ألفى قومه يخرون للأذقان سجداً، مثلما وجد محمد (ص) العرب. وليس ثمة أحد سما بقومه - ماديًا وعقليًا وروحياً - إلى الآفاق...
قراءة الكل
اقرأ في هذا الكتاب تاريخ تحول خطير، تم في وقت قصير، يقل عن ربع قرن من الزمان. وهو حدث لا نظير له في التاريخ : إذ ليس هناك مصلح واحد أحدث مثل هذا التغيير في حياة أمة بأكملها، تقطن بلاداً واسعة الأرجاء :وما من مصلح ألفى قومه يخرون للأذقان سجداً، مثلما وجد محمد (ص) العرب. وليس ثمة أحد سما بقومه - ماديًا وعقليًا وروحياً - إلى الآفاق العليا، التي أخذ محمد (ص) بيد قومه إلى رحابها، مع أن وثنيتهم كانت على حال من التأصل والاستقرار، وخرافاتهم وعاداتهم كانت على نحو وثيق من الأحكام والتغلغل وسلطان التسلط. ولكن جهد محمد(ص)، خلال ثلاث وعشرين سنة، بدلهم تبدلا شاملا : فأصبحت عبادة الأصنام، وكل ما عدا الله، سواء في السماوات أم في الأرض، سبة وعاراً في جبين الإنسانية، وانمحت معالم الوثنية في الجزيرة العربية قاطبة، وتيقظ في الأمة كلها الشعور بالكرامة الإنسانية الحقة، وأدركت الأمة حماقة السجود للأشياء، التي خلقت، ليهيمن عليها الإنسان ويسخرها، وللقوى، التي يطلب إليه أن يتسلط عليها ويقهرها.