هذا كتاب (درر العقود الفريدة في تراجم الأعيان المفيدة) قبسة من ذلك المنجم، نخرج اليوم منه قطعة تنبئ عما فيه، وتنم عن قيمته. ومؤلفه علم من أعلام التاريخ العربي. تشتمل هذه القطعة على ثلاثمئة وثمانين ترجمة تتفاوت بسطاً وإيجازاً. وتتألى قيمة هذا الكتاب من أن مؤلفه ترجم فيه لرجال عاصرهم ما بين أواخر القرن الثامن الهجري والنصف الأول م...
قراءة الكل
هذا كتاب (درر العقود الفريدة في تراجم الأعيان المفيدة) قبسة من ذلك المنجم، نخرج اليوم منه قطعة تنبئ عما فيه، وتنم عن قيمته. ومؤلفه علم من أعلام التاريخ العربي. تشتمل هذه القطعة على ثلاثمئة وثمانين ترجمة تتفاوت بسطاً وإيجازاً. وتتألى قيمة هذا الكتاب من أن مؤلفه ترجم فيه لرجال عاصرهم ما بين أواخر القرن الثامن الهجري والنصف الأول من القرن التاسع. وقال عنه ابن تغري بردي: "ذكر فيه من مات بعد مولده (أي مولد المقيزي سنة 766هـ) إلى يوم وفاته (توفي في 26 رمضان سنة 845هـ).وقد حدثنا عمن رأى أو عرف، أو عاصره ولم يره أو يسمعه بل وصلت إليه أخباره ممن عرفهم وعاصرهم من الرجال خلا إحدى وعشرين ترجمة: خمس منها لرجال من القرن الأول، واثنتان لرجلين من القرن الثاني، وواحدة لرجل من القرن الرابع، وخمس لرجال من القرن السادس، وثمان لرجال من القرن السابع، وكلها في القسم الأخير من الكتاب في حرف العين. ولعل المؤلف كتب مسودة هذه التراجم ليضعها في كتاب آخر غير هذا فألحقت بهذا الكتاب سهواً.كما عني المؤرخون به مرجعاً فتعاوره الباحثون وتداولوه. فالسخاوي على سبيل المثال، اقتبس منه كثيراً من الأخبار ساقها في كتابه الشهير (الضوء اللامع). ويبدو أن المقريزي خلف هذا الكتاب دون ترتيب متقن كامل إذ عاجلته المنية قبل أن يخرجه على الوجه الذي يبتغيه له، فنهض بأمره مؤرخ آخر هو نجم الدين عمر بن فهد المكي المتوفي سنة 885هـ فرتبه ولم نسعد بالوقوف على نسخة منه، ولنا أمل في العثور عليه في قابل الأيام.وابن فهد هذا قام أيضاً بترتيب أسماء تراجم كتب أخرى مماثلة، كحلية الأولياء لأبي نعيم، وطبقات الحنابلة لابن رجب، وتذكرة الحفاظ للحافظ الذهبي وغيرها.أما المقريزي مؤلف هذا الكتاب فهو أحمد بن علي بن عبد القارئ المقريزي، كان شيخ المؤرخين في عصره، وصاحب مؤلفات عظام في التاريخ والفقه وغير ذلك. تفخر بها المكتبة العربية، طبع كثير منها مرات.