إن انتهاء الحرب الباردة قد جعل السياسة الخارجية للولايات المتحدة تتعرض للمراقبة الدقيقة. فالتوتر القديم بين فكرة الانعزالية وفكرة التعاون الدولي، الذي طالما شكَّل الإطار للنقاشات الدائرة في واشنطن حول السياسة الخارجية، هذا التوتر قد وجد تعبيراً جديداً في النقاشات الدائرة حول الأُحاديّة unilateralism والتعددية multilateralism. إن...
قراءة الكل
إن انتهاء الحرب الباردة قد جعل السياسة الخارجية للولايات المتحدة تتعرض للمراقبة الدقيقة. فالتوتر القديم بين فكرة الانعزالية وفكرة التعاون الدولي، الذي طالما شكَّل الإطار للنقاشات الدائرة في واشنطن حول السياسة الخارجية، هذا التوتر قد وجد تعبيراً جديداً في النقاشات الدائرة حول الأُحاديّة unilateralism والتعددية multilateralism. إن مؤيدي هاتين المدرستين يسعون إلى فرض سلسلة هرمية من القيم لتحديد مقومات "المصلحة الوطنية".يقدم النقاش آراء معمّقة تثير الاهتمام بشأن العوامل المحدِّدة لسياسة الولايات المتحدة تجاه الخليج. من السهل تحديد مصالح الولايات المتحدة في الخليج، ولكن من الصعب معرفة الوسائل أو السياسات المثلى التي قد تؤمن هذه المصالح بالشكل الأفضل. إن معارضة الولايات المتحدة الواضحة لحدوث إصابات بين أفراد قواتها العسكرية يحمل دلالات خاصة بالنسبة إلى نفوذها في منطقة الخليج. وإذا ما أضفنا إلى كل ذلك التغيرات التي طرأت على أشكال التحالف الإقليمي منذ هزيمة العراق عام 1991، نرى أن قدرة واشنطن على تقديم نفسها كعامل أمن يتمتع بالمصداقية في جميع أنحاء المنطقة، قد شابها ضعف لا يمكن تفاديه.إن مدى تأثر سياسة الولايات المتحدة تجاه إيران والعراق بجماعات الضغط الداخلية، وليس أقلها جماعات الضغط المؤيدة لإسرائيل، قد أدى إلى تقويض أسس أي تحليل عقلاني لمصالح واشنطن في المنطقة ولأهداف سياستها.ولدى دراسة هذه القضايا، يطلع البحث باستنتاج مفاده أن سياسة الولايات المتحدة تجاه الخليج تفتقر إلى وحدة الهدف ووضوح التفكير، الأمر الذي جعل استراتيجيتها الهادفة إلى الاحتواء المزدوج تصارع في سبيل التكيف مع أشكال التحالف المتغيرة في المنطقة بكاملها. ومع أفول مبدأ الاحتواء المزدوج ووجود الأشكال المتغيرة للعلاقات الثنائية في كامل منطقة الخليج، تواجه سياسة واشنطن في المنطقة خطر "الإبحار دون مرساة".