تعتبر الأخلاق أساس البناء الحضاري والتقدم البشري، فهي قطب الرحى والدعامة الأساسية، التي تقوم عليها حياة الفرد والمجتمع، وما سلوك الإنسان القويم إلا تعبير عن تمثله للقيم السامية التي تميزه عن الحيوان، وتخرجه من دائرة البهيمية.وقد ميز الله تعالى الإنسان وخصه عن سائر المخلوقات بالعقل، الذي يحلق بواسطته في سماء المثالية متحليا بمكار...
قراءة الكل
تعتبر الأخلاق أساس البناء الحضاري والتقدم البشري، فهي قطب الرحى والدعامة الأساسية، التي تقوم عليها حياة الفرد والمجتمع، وما سلوك الإنسان القويم إلا تعبير عن تمثله للقيم السامية التي تميزه عن الحيوان، وتخرجه من دائرة البهيمية.وقد ميز الله تعالى الإنسان وخصه عن سائر المخلوقات بالعقل، الذي يحلق بواسطته في سماء المثالية متحليا بمكارم الأخلاق وفضائل الأعمال، محققا بذلك التوازن النفسي الذي يجعله مستمرا في حياته كإنسان عاقل يدرك أفعاله، ويميز بين ما هو خير وشر لإنسانيته.لذلك جاءت الرسالات السماوية داعية في جوهرها إلى الفضائل الأخلاقية، ومؤكدة على ضرورة إقامة المجتمعات على قيم ثابتة لا تتغير بتغير الظروف والأحوال، فكان هدفها في كل ذلك بث القيم والفضائل في نفس الإنسان، والسمو به إلى أعلى مراتب الفضيلة، والترفع به عن الرذائل المقيتة، فنادت كل واحدة منها بمبادئ وقيم يكمل بعضها بعضا إلى أن ختمها الله جل وعلا برسالة الإسلام على يد نبيه لهذه متممة بذلك الصرح الأخلاقي الذي بنته الأديان الأخر.الأخلاق حاجة ملحة للإنسان، تجعله يوفّق بين حاجاته وحاجات الجمع، بل تجعله يخاطر بنفسه لخير يعلو خيرات آنية، لذلك فلابد أن تكون الأخلاق نفسها بحاجة إلى مصدر وجداني دائم، فهو يختار بين دين -كما فعلت جماهير بني آدم- أو فلسفة يضعها رجل ثم يهدمها غيره، وإلا فحياة بهيمية لا محالة.