كتابنا هذا يحتوي على تسعة فصول تقع في حوالي 200 صفحة ومن خلال سطوره تساعدنا الكاتبة على اكتشاف القوة الكامنة التي تمتلكها المرأة في المسيح للتأثير في الآخرين، وتقدّم أمثلة عملية لتوضح كيف يمكن للصراعات والانتصارات أن تخلق امرأة للمسيح لتكون مثالاً حياً على المغفرة المجانية والمحبة ومصدرَ تحدٍّ وتشجيع لكثيرين من الناس.كما يحمل ال...
قراءة الكل
كتابنا هذا يحتوي على تسعة فصول تقع في حوالي 200 صفحة ومن خلال سطوره تساعدنا الكاتبة على اكتشاف القوة الكامنة التي تمتلكها المرأة في المسيح للتأثير في الآخرين، وتقدّم أمثلة عملية لتوضح كيف يمكن للصراعات والانتصارات أن تخلق امرأة للمسيح لتكون مثالاً حياً على المغفرة المجانية والمحبة ومصدرَ تحدٍّ وتشجيع لكثيرين من الناس.كما يحمل الكتاب ملحقاً في نهاية صفحاته هو عبارة عن دراسة كتابية لتسعة أسابيع، يمكن الاستعانة بها للتأمّل الشخصي أو المناقشات الجماعية.التأثير في حياة الآخرين والتعلّم من يسوع "كونوا متمثلين بي كما أنا أيضاً بالمسيح" اكو 1:11 هذه كلمات بولس الرسول التي تعني أنه يسعى بكل ما عنده من طاقة ليتمثل بالمسيح ليؤثر في حياة الآخرين مثلما فعل يسوع، فحين ندرك كيف أثّر في حياة مَن حوله وندرك أنه بوسعنا نحن أيضاً التأثير في حياة الآخرين إذا أردنا ذلك. إلا أنّ هناك مبادئ من شأنها إحداث فرق في حياة الأشخاص من حولنا ألا وهي: مبدأ الاختلاء بالرب وحدهيعلّمنا الرب يسوع أن القوة الروحية تكمن في الاختلاء بالله، وقد رأينا هذا مراراً في الأناجيل الأربعة إذ كان الرب يسوع يذهب ليصلي منفرداً مثل قبيل اختياره للتلاميذ (مت 23:14)، وعند تعرّضه لضغوط معارضيه من الكتبة والفريسين (لو12:6). ومن المهمّ أن نشارك الآخر عن أهمية الصلاة في حياتنا ونخبر الناس عن الأوقات التي صلينا فيها والتمسنا إرشاد الله وحضوره, ولنخبرهم أيضاً عن الأوقات التي صلّينا فيها وشعرنا بأنّ الله لم يستجب، ونشجّع الآخرين أن يتكلّموا بحرية عن تعثراتهم ونجاحاتهم في إقامة علاقة صلاة معه، فكلما أصغينا وقرأنا في كلمته وصلّينا ورنمنا وتلذذنا به نسمع صوته بوضوح أكثر.مبدأ القول والفعل ورواية القصصكان يسوع يعرف أنّ أفضل طريقة لتعليم الناس هي بالسير معهم جنباً إلى جنب لا السير أمامهم، وكان يسوع يعلّم عن الحق وهو ينتقل من بلدة لأخرى وهو يصطحب تلاميذه. ويخبرنا في إنجيل يوحنا الأصحاح التاسع حين رأى مع تلاميذه إنساناً أعمى منذ ولادته وسأل التلاميذ إذا كان ذلك بسبب خطيئته أم خطيئة أهله، فانتهز يسوع هذه الفرصة ليحذّرهم من التسرّع في الأحكام والاستنتاجات إذ أن ولادته ضريراً لكي يتمجّد الله فيه. لم ينتظر يسوع تجمّع أتباعه كتلاميذ الصفّ لكي يعلّمهم الحقّ بل كان يستغلّ الأحداث والفرص المفاجئة, كما كان يستخدم الأمثال والقصص ويرفقها بالتطبيق العمليّ ليعلّمهم بطريقة لا تنسى تقبّل الحقائق الروحية، وإذا اعتنقنا هذا المبدأ فسنتمكّن من التأثير على الآخرين بطرق إيجابية قد تبعث فيهم الحياة من جديد.مبدأ طرح الأسئلة كان يسوع يعرف قوة السؤال المطروح في محلّه, لم يطرح الأسئلة لكي يبدو ذكياً أو ليهين بذكاء مَن يسألهم، بل كانت أسئلته مباشرة وبسيطة ومثيرة للاهتمام تحثّ الناس على مراجعة أنفسهم والنظر داخل قلوبهم. وليس من النوع الذي تسهل إجابته بنعم أو لا. ولعلّ السؤال الذي طرحه على الأعمى هو من أعمق الأسئلة التي يمكن للمرشد أن يطرحها على تلميذه إذ أعطاه فرصة للتعبير عن طلبه والشعور بأنّ هناك من يهتمّ به, فضلاً عن ذلك أعطاه فرصة المجاهرة بإيمانه. وهكذا يصل التلميذ في علاقته مع مرشده إلى درجة من الارتياح تمكّنه من طرح أسئلة صريحة.مبدأ التحنن والمحبة غير المشروطةفسّر يسوع هذا المبدأ بكل وضوح من خلال قصة السامري الصالح وعندما سأل من هو قريبي؟ فكانت عبارته الرائع الذي "صنع معه الرحمة", وهذا يعني أنه لا يقتصر على التعاطف بل يتعدّاه إلي التحنن المطلَق تجاه شخص محتاج, وفي قصة المرأة التي أمسكت في ذات الفعل يذكرنا يسوع بأن نحب الذين أمسكوا في الخطية ونسامحهم وبأن نوجّههم إلى الاتجاه الصحيح "لا تخطئي أيضاً".. هذا ما قاله للمرأة الزانية وهذا ما يقوله لنا أيضاً. وبالفعل لا شيء يغني روح الإنسان أو يغذي قدرته على النمو أفضل من المحبة غير المشروطة، هي هبة لا تكفّ عن العطاء وحين نقبلها من يسوع وهو أوّل من أعطانا إياها من الطبيعي أن نعطيها بدورنا للآخرين، وهكذا المحبة تعطي وتعطي وتعطي...مبدأ التوصية القائمة على الرؤيةبعد قيامة المسيح وقبل صعوده إلى السماء أوصى تلاميذه بتلمذة جميع الأمم، والإنسان الأكثر تأثيراً هو الذي يعرف كيف يغذّي الطاقة في غيره ليحقق مشيئة الله في حياته، وهو مَن رسم صورة شفهية عمّا يستطيعه الله في حياة الإنسان, كما يساعد تلميذه على أن يرى دوره العظيم في بناء ملكوت الله. وهذا نحققه من خلال التعليم والإجابة عن الأسئلة، وإشراك تلميذاتنا في أنشطة مفيدة، والتأكيد على موهبتهنّ المميّزة وطمأنتهنّ بأنهنّ يفعلن الصواب.وأخيراً ... أن تصبحي امرأة مؤثرة هو قرار مكلف يتطلّب المجازفة ويستهلك الوقت. ولكن ليس من فرح أعظم من معرفتك أنك قد بدأت بالتأثير في الآخرين وصقل قلوبهم لتصير على صورة يسوع المسيح .. فهيّا انضمّي إلى المغامرة الأروع في حياتك.