يقدم هذا الكتاب قراءة تحليلية متكاملة للانتخابات القومية التي جرت فصولها في السودان عام 2010م، باعتبارها أداة من الأدوات التي نصت عليها اتفاقية السلام الشامل لتحقيق التحول الديمقراطي. وهذه القراءة التحليلية يمكن أن تؤسس مفرداتها على الأسئلة الآتية: ما المسوغات التي أفضت إلى انتقال حكومة الإنقاذ الوطني من نظام الحزب الواحد والأحز...
قراءة الكل
يقدم هذا الكتاب قراءة تحليلية متكاملة للانتخابات القومية التي جرت فصولها في السودان عام 2010م، باعتبارها أداة من الأدوات التي نصت عليها اتفاقية السلام الشامل لتحقيق التحول الديمقراطي. وهذه القراءة التحليلية يمكن أن تؤسس مفرداتها على الأسئلة الآتية: ما المسوغات التي أفضت إلى انتقال حكومة الإنقاذ الوطني من نظام الحزب الواحد والأحزاب المتوالية معه إلى نظام التعددية الحزبية؟ وفي ظل هذا التحول هل استطاعت الانتخابات القومية السُّودانية أن تحدث تحولاً ديمقراطياً حقيقياً؟ وهل الإعداد للانتخابات في مستوياتها المختلفة اتسم بالشفافية والنزاهة والمهنية اللازمة؟ وما مواقف الأحزاب السياسية الحاكمة، والأحزاب المعارضة، وتنظيمات المجتمع المدني من إجراءات العملية الانتخابية والنتائج التي أفرزتها؟ وما النتائج التي تمخضت عن الانتخابات القومية في إطار مفهوم تداول السلطة السلمي، والتعددية السياسية، وتحديد مستقبل دولة السُّودان وفق خياري الوحدة أو الانفصال؟ وهل أسهمت الانتخابات القومية في تقليل حدة الاحتقانات السياسية والاستقطاب الحزبي الذي أفرزته طبيعة الصراع المستمرة بين الحكومة والمعارضة؟ وللإجابة عن هذه الأسئلة ومثيلاتها يستند مؤلف الكتاب إلى كمٍّ هائلٍ من المصادر الأولية والثانوية، والحوارات والمقابلات التي تم إجراؤها مع بعض القادة السياسيين والمسؤولين عن إدارة العملية الانتخابية في مراحلها المختلفة. تكمن أهمية هذا الكتاب (أولاً) في كونه يقدم عرضاً متكاملاً وتحليلاً شاملاً لمفردات العملية الانتخابية التي جرت فصولها في السودان، وذلك ابتداءً بالإطار السياسي والدستوري والقانوني الذي استندت إليه، ومروراً بالمسائل الإجرائية والإدارية المرتبطة بالإعداد لها، ثم تنفيذها على صعيد الواقع، وانتهاءً بالنتائج المترتبة عليها من الناحية السياسية. كذلك تكمن أهمية الكتاب في كونه يقدم صورة ذهنية حيّة عن الانتخابات القومية، وهي ذات فائدة لصياغة القرار السياسي في الدولة، وتنظيمات المجتمع المدني، ولعامة القراء والباحثين المتخصصين في شؤون السياسة والحكم في السودان والعالم العربي، و(ثانياً): يتوقع مؤلف الكتاب "أحمد إبراهيم أبو شوك" أن يكون كتابه هذا جهداً مكملاً للكتاب الذي سبق إصداره بالاشتراك مع الدكتور الفاتح عبد الله عبد السلام بعنوان: "الانتخابات البرلمانية في السودان (1953 – 1986م): مقاربة تحليلية"، أم درمان: مركز عبد الكريم، 2008م. وبذلك تكتمل الصورة في ذهن القرّاء والباحثين عن تاريخ الانتخابات البرلمانية التي جرت في السودان، وأوجه الشبه والاختلاف بينها من نواحي الإجراءات الإدارية، والنتائج الانتخابية المترتبة على المشهد السياسي. أما (ثالثاً): يأمل مؤلف الكتاب في أن يسهم إصدار هذا الكتاب في تحديد بعض المفاهيم المعيارية المرتبطة بقضايا التحول الديمقراطي، والتعددية السياسية، والانتخابات بأشكالها المختلفة.. وتحقيق نوع من التراكم العلمي والمعرفي في هذا المجال. يضم الكتاب بعد المقدمة ستة فصول وملاحق جاءت تحت العناوين الآتية: الفصل الأول: اتفاقية السلام الشامل والتحول الديمقراطي. الفصل الثاني: الإطار الدستوري والقانوني للانتخابات القومية. الفصل الثالث: التعداد السكاني الخامس والانتخابات. الفصل الرابع: الدوائر الانتخابية والسجل الانتخابي. الفصل الخامس: الأحزاب السياسية والترشيحات. الفصل السادس: الاقتراع ونتائج الانتخابات. وأخيراً: خاتمة الكتاب، الملاحق، ثبت المصادر والمراجع.
