في هذا العمل يتلمس الكاتب السعودي "فوزي عناد القبوري.. علاقة المكان بالهوية، بوصفه مكوناً يتجاوز علاقة الإنسان الوجودية بالوطن الى شعوره بالمتغيرات، ومعايشته للمراحل والأحوال التي مرت بها بلاده، وخصوصاً التي مرت بها "نجد" بشكل عام ومحافظة "عفيف" بشكل خاص، خلال مراحل تاريخية مختلفة، مرحلة ما قبل توحيد المملكة وما قبل الطفرة وما ب...
قراءة الكل
في هذا العمل يتلمس الكاتب السعودي "فوزي عناد القبوري.. علاقة المكان بالهوية، بوصفه مكوناً يتجاوز علاقة الإنسان الوجودية بالوطن الى شعوره بالمتغيرات، ومعايشته للمراحل والأحوال التي مرت بها بلاده، وخصوصاً التي مرت بها "نجد" بشكل عام ومحافظة "عفيف" بشكل خاص، خلال مراحل تاريخية مختلفة، مرحلة ما قبل توحيد المملكة وما قبل الطفرة وما بعدها.فمن خلال شخصيات وأحداث ومحطات متعاقبة يستحضر الروائي ثقافة ثلاثة أجيال، ما قبل الحداثة، مرحلة ظهور النفط، والمرحلة الحالية. راصداً تطور شخصيات العمل وتكوينهم النفسي وعلاقتهم الوجودية بالمكان وأثر التحولات التي مرت بها المدينة وأثرها في هوية النجدي مختزلاً معها تاريخ نجد الحديث.ما يميز العمل هو إعطاء الكاتب صورة بانورامية عن تطور الحياة في المملكة منذ بداية توحيد المملكة الى عصرنا الراهن والدور الفعال والتأسيس للملك عبد العزيز الموحد لهذا الكيان الكبير الممتد من مياه الخليج العربي شرقاً حتى البحر الأحمر غرباً ومن بادية الشام شمالاً حتى حدود اليمن جنوباً... الأمر الذي كان له امتداداً في وعي ووجدان الكتاب وإظهاره عبر تقنيات أدبية ذات دلالة مدعمة بمشهد يفيض بالحنين والشوق الى المكان الذي يعد جزءاً من وعي الذاكرة الأمر الذي تجلى في وحدة نصية - سردية متناغمة تتجاوز الزمان والمكان لتقول أن الانتماء للوطن والتمسك بالهوية مكون أساسي في شخصية الإنسان العربي...