في هذا الكتاب يتابع البعثي السابق، ثم العوني "التارك" نقده للتجارب السياسية اللبنانية، وبخصوص هذا الكتاب ايضاً لحزب الله في قراءة نقدية لمبادئ الحزب المثبتة في الوثيقة الأخيرة الصادرة عن موقع الحزب الرسمي في 20/11/2009 ومؤتمر الأمين العام الصحافي للحزب التالي لها. وقبلها المؤتمر التأسيسي للحزب في الثمانينيات من القرن الماضي وكتا...
قراءة الكل
في هذا الكتاب يتابع البعثي السابق، ثم العوني "التارك" نقده للتجارب السياسية اللبنانية، وبخصوص هذا الكتاب ايضاً لحزب الله في قراءة نقدية لمبادئ الحزب المثبتة في الوثيقة الأخيرة الصادرة عن موقع الحزب الرسمي في 20/11/2009 ومؤتمر الأمين العام الصحافي للحزب التالي لها. وقبلها المؤتمر التأسيسي للحزب في الثمانينيات من القرن الماضي وكتاب الشيخ نعيم قاسم.نبذة النيل والفرات:لقد مرّ ربع قرن على صدور الوثيقة الأولى في 16 شباط عام 1985، ولم يعلن حزب الله مرة على إنعقاد أي مؤتمر نفذ صدورها، وكما وقعت أحداث كبيرة ومتعددة، حقق فيها الحزب خطوات كثيرة إيجابية وسلبية، اشتغل أصدقاؤه إستثمار إيجابياتها، بينما استغل خصومه تضخيم سلبياتها، فبات الحزب مطالباً بوضيحها وشرحها للحلفاء والخصوم ولكل الآخرين، وهم كثر؛ خاصة بعد أن أصبح الحجم السياسي والأمني للحزب يلزمه بذلك.بعض تلك الأحداث كانت مصيرية، تتراوح بين تبدلات إستراتيجية "عسكرية وأمنية، وإرتجاهات سياسية"، في الثوابت والأصول والميثاق والنظام، ليس أقلها إكتمال "التحرير" عام 2000، وإغتيال الشهيد الرئيس رفيق الحريري ورفاقه، وإخراج الجيش السوري، وسقوط "النظام السياسي الأمني"، وحرب تموز 2006 مع إسرائيل، والإستعانة بقوى الأمم المتحدة لمعاونة الجيش على الإنتشار ومراقبة الشريط الجنوبي بالقرار 1701، وإجتياح سلاح المقاومة في 7 أيار عام 2008 للداخل اللبناني بذريعة التصدي لمؤامرة الفتنة في بيروت والجبل والتي كادت أن تشعل فتنة أكبر، لولا إمتناع الفريق الآخر عن القتال والإستسلام لمشيئة حزب الله وتنازل خصومه عن حصتهم وتسليمهم "صحن" الوطن كاملاً، تقليداً لحكاية الناسكين، تلك محطات تركت جراحاً لا تزال تنزف لم، ولن تتدمل في الجسد اللبناني، وربما أدت إلى إنهيارات دراماتيكية تلوح في آفاق "الربيع العربي" اليوم وترافقه.ضمن هذه المقاربة تأتي هذه القراءة النقدية للوثيقة الصادرة عن حزب الله في مؤتمر سنة 2009 التي تم إيرادها ملحقة في هذا الكتاب، حيث تبدو لصاحب هذه القراءة بأن المواقف والمطالب المستحيلة التي يرفعها حزب الله، بإسم التشيع الذي يبشر به لنصرة دولة الإمام في طهران، وليس باسم الشيعة عامة، ولا الشيعة اللبنانيين خاصة.مشيراً إلى أنه كان قد كتب سابقاً شارحاً هذا الإنطباع الذي خرج به من قراءة سابقة ومعمقة لحزب الله وضعها في كتاب عنوانه من حسن نصر الله إلى ميشال عون - قراءة سياسية لحزب الله، صدر عن دار الريس، بيروت سنة 2009؛ مبيناً او منبهاً بأن قرارته في هذه الوثيقة الصادرة عن مؤتمر لحزب الله، كانت تأخذ شكل الحيطة والحذر والدقة، عند قراءته لكل عبارة بل لكل حرف وكلمة وجملة وفكرة في هذه الوثيقة، لأن كل حرف وكلمة وفكرة في هذه الوثيقة كانت قد تعرضت لجدل ونقاش قبل إقرارها، لذا كان تقيده في قراءته هذه تقيداً تاماً بالنص المكتوب بدقة وعناية شديدتين، كلمة كانت او حرفاً أو فاصلة، دون "تطويع الألفاظ الدقيقة الواردة أحياناً لخدمة المعاني الملتبسة" تبعاً لحوار أو دعوة وتبليغ، لأنها جاءت حصيلة مناقشات الخبراء والقادة الحزبيين الكبار الذين أظهروا كفاءات ومهارات فنية من قيادة الحزب على مختلف الصعد.وتأتي دعوته هذه إلى التدقيق والإنضباط نتيجة لخلط مقصود لعالم أو إختلاط جاهل عند طبقة كبيرة من القراء وتمتد إلى المثقفين منهم وخاصة السياسيين والحزبيين وأتباع التيارات السياسية الحديثة والحليفة للحزب.