"أنجزتنا البلاغة يا صاحبي، والدينا هنا وطن من كلام، بتضاريس، وحدود مجازاته، والشواطئ، والمدن الصاخبة، ولدينا هنا أرخبيل من الشعر واللغة الغامضة، جزر من شروح تفلي الرثاء، قرىً تزرع النحو في آخر الصيف، كيف تبكر في بيه أخطائنا، ويكون علينا غداً، أن نحرر وشماً على يدها، الفتاة التي حملتنا إلى أول الفكرة القاتلة، سيكون على همزة الوصل...
قراءة الكل
"أنجزتنا البلاغة يا صاحبي، والدينا هنا وطن من كلام، بتضاريس، وحدود مجازاته، والشواطئ، والمدن الصاخبة، ولدينا هنا أرخبيل من الشعر واللغة الغامضة، جزر من شروح تفلي الرثاء، قرىً تزرع النحو في آخر الصيف، كيف تبكر في بيه أخطائنا، ويكون علينا غداً، أن نحرر وشماً على يدها، الفتاة التي حملتنا إلى أول الفكرة القاتلة، سيكون على همزة الوصل، محو الخلاف الذي يتصاعد، بين النداءات والخيبة المزمنة، ويكون علينا إذاً أن نخبئ أطفالنا، سيكون الحداء ضئيلاً، ويكون النهار بلا سمته، والدخان الدخان صبياً لجوجاً، لابثاً في الحياة القصيرة والوردة الذابلة، فاضحاً سيرة البرق والرعد والزلزلة، سيكون على البنت ألا تلوح قبل اكتمال السفر، وعلى قلبه أن يخبئ ضحكاتها لتعود إليه، على الموت أن يستريح، على البحر ألا يثور، على البحر أن يتحرى ابتكاراته، وعلى الشاعر المختبي، أن يحث الحروف إلى حبره، وعلى النص، أن "يتوارى من القوم من سوء ما، قرأته الرياح، وهزت ظلالاً تخبئ في ثوبها الأجوبة"."يا جبال أوبي معه" ديوان شعري فاز بالمركز الثالث في جائزة الشارقة للإبداع العربي الدولة الخامسة لسنة 2001 في مجال الشعر، وهو من إعداد الشاعر "عيسى الشيخ حسن" وفيما يلي ذكر لبعض عناوين هذا الديوان، وطن من كلام، إلى شهيد، شهادة وفاة أو يشبهها، اعتراف بحجم الممكن، مكاتيب بجم الكف، إلى أمي، إلى صقر قريش، رثاء متأخر جداً...