منذ متى لم تكتحل عيوننا بالأرق ؟ لا اقصد الأرق الاعتيادي الذي تسببه شرواتنا التافهة التى نعرفها جيدا وانما الأرق الخلاق الذي يوكد إنسانيتنا الغائبة او المغيبة الآثمة او الماثومة المنتهكة او المنتهكة - بكسر الراء وفتحها - ذلك الأرق الذي يكشف غطيطنا الزائف ويوقظ عيوننا البليدة وهى تتواطا ضد نفسها حينا وضد الآخر احيانا.. ذلك هو جوه...
قراءة الكل
منذ متى لم تكتحل عيوننا بالأرق ؟ لا اقصد الأرق الاعتيادي الذي تسببه شرواتنا التافهة التى نعرفها جيدا وانما الأرق الخلاق الذي يوكد إنسانيتنا الغائبة او المغيبة الآثمة او الماثومة المنتهكة او المنتهكة - بكسر الراء وفتحها - ذلك الأرق الذي يكشف غطيطنا الزائف ويوقظ عيوننا البليدة وهى تتواطا ضد نفسها حينا وضد الآخر احيانا.. ذلك هو جوهر هذ النص التأملي وهو يجذبنا إلى حقيقة الليل الذي ندهمه ويدهمنا : هام تذكرنا أصص الزهور الفارغة بامانينا الجميلة الراحلة ويقودنا الحوار الذكي إلى غياب الحرية وافتقاد القدوة وترهل السلوط عبر اعراضه المريضة من ثرثرة التسلية الشريرة الى سواء الظن والتطفل والاحكام المتسرعة بالاضافة الى جفاف ينابيع المشاعر واماتة اروع ما في اعماقنا من أحاسيس دافئة وانسحاقنا امام آلية المعيش المعاصر وبالتالي دخولنا في شرنقة ذواتنا المغتربة حيث عراء الروح التى لا ترتدي غير غزلتها ووحشتها واغترابها.. هذا النص بالرغم من ذهنيته وفكريته الفلسفية التى هى قين كاتبها باكثر من كونها قرين حراك لشخصياته إلا انه يحقق الكثير من المتعة والمعرفة اللتين حققهما مسرح أسلافه الكبار من رواد هذا الاتجاه وعلى راسهم توفيق الحكيم . انه النهايات الصادمة تصدم صمتنا التآمري على ما تحدثه في أنفسنا وفي الآخرين من قمة الهرم الاجتماعي السياسي الى سفحه وهو شرف هذا النص وكفاه.