المعلم هو حجر الزاوية في العملية التعليمية، لما يناط به من أدوار ومهام من أجل تحقيق نواتج التعلم المنشودة داخل الحجرات الدراسية وخارجها، ولذا فإنه ينبغي عليه التمكن من المهارات والطرائق التدريسية التي تمكنه من القيام بدوره الجوهري ومهامه الرئيسة في عمليتي التعليم والتعلم.وإنه من غير الممكن الوصول إلى إتقان أي مادة تعلمية أو أي م...
قراءة الكل
المعلم هو حجر الزاوية في العملية التعليمية، لما يناط به من أدوار ومهام من أجل تحقيق نواتج التعلم المنشودة داخل الحجرات الدراسية وخارجها، ولذا فإنه ينبغي عليه التمكن من المهارات والطرائق التدريسية التي تمكنه من القيام بدوره الجوهري ومهامه الرئيسة في عمليتي التعليم والتعلم.وإنه من غير الممكن الوصول إلى إتقان أي مادة تعلمية أو أي محتوى علمي، وتعليمه للآخرين بكفاءة وفاعلية، دون معرفة أساسيات هذا المحتوى وطبيعته وفلسفته وتطوره التاريخي، والاتجاهات الحديثة فيه وطرائق واستراتيجيات تعليمه وتعلمه، وبعض التجارب العالمية في هذا المجال.وانطلاقا من هذا المنظور، رأينا أن نتناول في الفصل الأول من هذا الكتاب ماهية الفكر الجغرافي وتطوره عبر التاريخ، وذلك توطئة لفهم طبيعة الجغرافيا كعلم أكاديمي وأهم الاتجاهات الحديثة فيه، وهذا ما يتناوله الفصل الثاني. أما الفصل الثالث فقد خُصص لتناول طبيعة الجغرافيا كمادة دراسية وأهم الاتجاهات الحديثة في تدريسها، بينما النماذج التطبيقية لطرائق التدريس المختارة في مجال تدريس الجغرافيا فقد خُصص لها الفصل الرابع.ويتناول الفصل الخامس تقويم نواتج التعلم (المعرفية والمهارية والوجدانية) في مجال تدريس الجغرافيا. ويتناول الفصل السادس بعض التجارب العالمية المعاصرة في مجال إعداد المعلم، ومناقشة التجربة الفرنسية في مجال إعداد معلمي المرحلة الابتدائية في القرن الحادي والعشرون.ومن ثم يهتم هذا الكتاب بالمفاهيم الأساسية لعملية تدريس الجغرافيا والمهارات المرتبطة بها، والمفاهيم المرتبطة بطبيعة الجغرافيا كعلم أكاديمي وكمادة دراسية وأهم الاتجاهات الحديثة في تدريسها. كما يقدم نماذج متنوعة من طرائق التدريس التي يمكن استخدمها في تدريس الجغرافيا. وأيضا أساليب وأدوات تقويم نواتج التعلم في هذا المجال، ولإثراء الفكر التربوي والإفادة من تجارب الآخرين يعرض الكتاب لبعض التجارب العالمية المعاصرة في مجال إعداد المعلم.ونود أن ننوه إلى أن ما يقدم في هذا الكتاب ما هو إلا مفاهيم أساسية ونماذج متنوعة وتطبيقات تربوية يمكن الاسترشاد بها، في إكمال المسيرة العلمية والمهنية من خلال الاطلاع المستمر والتعلم الذاتي المتواصل في هذا المجال.وأخيرا يحدونا الأمل كل الأمل في أن يسهم هذا العمل في تنمية المعارف والمهارات والقيم اللازمة لتدريس الجغرافيا بفاعلية، وتحقيق نواتج التعلم المنشودة منها.