نظرية القيادة في المسيحية هو بحث يعتبر من الموضوعات المندرجة في صلب الأطروحات السماوية التي لا تستمر ذات سيادة بدون نظرية في القيادة، لأن الأنبياء عليهم السلام كما بعثوا كعلل معدة لإعداد القابل، الناس، لقبول وحي الرسالات السماوية، وبعثوا لقيادة المجتمعات البشرية وتأطيرها بإطار الشرائع السماوية وتشريعاتها القانونية، ولكن هل تقف ا...
قراءة الكل
نظرية القيادة في المسيحية هو بحث يعتبر من الموضوعات المندرجة في صلب الأطروحات السماوية التي لا تستمر ذات سيادة بدون نظرية في القيادة، لأن الأنبياء عليهم السلام كما بعثوا كعلل معدة لإعداد القابل، الناس، لقبول وحي الرسالات السماوية، وبعثوا لقيادة المجتمعات البشرية وتأطيرها بإطار الشرائع السماوية وتشريعاتها القانونية، ولكن هل تقف القيادة عند النبي وشريعته فحسب أم يكون لها امتداد طبيعي غير قسري. وهذا قاد الباحث إلى طرحه هذا حول نظرية القيادة في المسيحية لاستكشاف: هل تحتري الشريعة المسيحية على نظرية في القيادة تعمل على تحريك الجماعات لشخص القائد أم أنها اقتصرت على الجانب العقائدي والأخلاقي كما ادعي وأهملت القيادة وتركت للوثني والمتحرف لقيادة الناس وخصوصاً المؤمنين منهم، وعلى خوض وجود هذه النظرية تبرز تساؤلات وهي: كيف تأسست هذه النظرية، ما هي سمات القائد وصفاته التي ينبغي أن يتمتع بها، هل هناك دليل يؤيد هذه النظرية، وما هي الفلسفة التي تضطلع بها هذه النظرية، وفي هذا البحث يحاول المؤلف الإجابة عن هذه التساؤلات مستنداً إلى المزج بين المنهج العقلي والنقلي، وقد قسم بحثه هذا إلى ثلاثة فصول كانت على التوالي: الولادة، النبوة، السلطة، حيث تحدث الباحث عن ولادة المسيح عيسى بن مريم عليه السلام والبشارة أنه سيكون صاحب سلطة على بني إسرائيل وتم في هذا السياق مناقشة الأقوال الواردة في الأناجيل والمنسوبة إليه. وفي الفصل الثاني تكلم الباحث عن تجسيد المسيح عيسى بن مريم عليه السلام لنظرية القيادة ومدى حيازته على سمات هذه النظرية، ومن ثم عمله وحوارييه كفريق عمل في التبشير بالشريعة الجديدة بين الشرائح الاجتماعية المختلفة. وفي الفصل الثالث تكلم الباحث عن أصول الدين في المسيحية كـ"ألوهية المسيح" و"نبوة المسيح" و"التجسيد" متعرضاً بالنقاش لمنشأ هذه الشبه التي عرضت على هذه العقيدة وذلك باستعراض ما جاء في العهد الجديد نفسه الشبه، وفضلا عن المحاذير العقائدية التي تؤدي إليها هذه الشبه.