نبذة النيل والفرات:إن أقدم كتاب ألف في "ضرورة الشعر" هو كتاب أبي العباس المبرد (المتوفى سنة 285هـ)، وهو مفقود، غير أنه كان فيما يبدو أمام أبي سعيد السيرافي، وهو يشرح كتاب سيبويه، فنقل منه الكثير، واستخراج من بحاره الكنوز والدرر.وهنا تبدو أهمية هذا الباب في كتاب السيرافي، فقد تعود السيرافي أن يلتصق كثيراً بعبارة سيبويه وهو يشرح ك...
قراءة الكل
نبذة النيل والفرات:إن أقدم كتاب ألف في "ضرورة الشعر" هو كتاب أبي العباس المبرد (المتوفى سنة 285هـ)، وهو مفقود، غير أنه كان فيما يبدو أمام أبي سعيد السيرافي، وهو يشرح كتاب سيبويه، فنقل منه الكثير، واستخراج من بحاره الكنوز والدرر.وهنا تبدو أهمية هذا الباب في كتاب السيرافي، فقد تعود السيرافي أن يلتصق كثيراً بعبارة سيبويه وهو يشرح كتابه، غير أنه عندما وصل إلى "باب ما يحتمل الشعر" في كتاب سيبويه، لم يعجبه تقصير سيبويه في شرح ضرورات الشعر، فأنشأ كتاباً كاملاً في هذا الموضوع، وتحرر تماماً من القضايا التي طرحها سيبويه في هذا الباب، وراح يتعقب الضرورات الشعرية بأنواعها المختلفة، ويفيض في شرحها ومناقشة أحكامها والاستشهاد عليها.بل إنه نسي تماماً تعلقه بسيبويه، فقسم كتاب "ضرورة الشعر" إلى عدة أبواب، في الزيادة، والحذف، والبدل، والتقديم والتأخير، وتغيير الإعراب عن وجهه، وتأنيث المذكر وتذكير المؤنث. غير أنه عاد في خاتمة هذا الباب الأخير، إلى بعض عبارات سيبويه يشرحها ويعلق عليها، ويفسر الأشعار التي ذكرها سيبويه في هذا الموضوع. ويمتاز كتاب السيرافي في "ضرورة الشعر" بتتبع الروايات المختلفة لشواهد الضرورات، وذكر آراء العلماء في فهمها وتخريجها.لكل هذا اعتنى الدكتور "رمضان عبد التواب" بتحقيق مادة هذا الكتاب مهتماً في البداية بمقابلة نصه على مخطوطات الشرح المتعددة وبعد هذا عمد إلى إخراج نصوصه وشواهده من الشعر والنثر، كما واهتم بضبط ما يشكل منها على القارئ وبطبع الكثير من الفهارس الفنية النافعة التي تسهل مطالعته على القارئ.