هذه النشرة لكتاب "دول الإسلام الشريفة البهية، وذكر ما ظهر لي من حكم الله الخفية، في جلب طائفة الأتراك إلى الديار المصرية"، تأليف أبي حامد القدسي (المتوفى سنة 888هـ/1483م)، هي نتيجة جهد مشترك. لقد اكتشف نصّ هذا الكتاب سنة 1948-1948م في القاهرة، وابتدأ العمل على تحقيقه سنة 1980 كأحد المشاريع الصادرة عن سلسلة "النشرات الإسلامية" وق...
قراءة الكل
هذه النشرة لكتاب "دول الإسلام الشريفة البهية، وذكر ما ظهر لي من حكم الله الخفية، في جلب طائفة الأتراك إلى الديار المصرية"، تأليف أبي حامد القدسي (المتوفى سنة 888هـ/1483م)، هي نتيجة جهد مشترك. لقد اكتشف نصّ هذا الكتاب سنة 1948-1948م في القاهرة، وابتدأ العمل على تحقيقه سنة 1980 كأحد المشاريع الصادرة عن سلسلة "النشرات الإسلامية" وقد اعتمد على مخطوطة حديثة العهد وهي مخطوطة القاهرة، تاريخ 1033، رمزتا) تعود للعام 1345هـ/1927م.في المقدمة الألمانية الضافية، قام المحقق بدراسة المخطوطات التي اعتمد عليها، كما تناول بالبحث لغة المؤلف وترجمة حياته ثم مؤلفاته الأخرى، وكذلك المصادر التي عوّل عليها في كتابه. في القسم الأول من الكتاب، وهو قسم غير مبتكر، يعتمد في الأغلب على كتاب "دول الإسلام" للذهبي (قد يفسر هذا سبب اختيار أبي حامد لعنوان كتابه)، وكذلك على كتابي المقريزي: "السلوك" و"الخطط" (وقد كان المقريزي أحد شيوخ أبي حامد)، وكذلك على "النجوم الزاهرة" لأن تغري بدوي. أما القسم الثاني، وهو بالغ القصر، وقائم بنفسه، فيعرض فيه أبو حامد هدفه الرئيسي من تأليف الكتاب، وهو الذبّ عن المماليك، الوافدين الأتراك ضد هجمات العلماء المصريين التي تنمّ عن غطرسة وتعالٍ، ولا يذكر أبو حامد في هذا القسم سوى عدد قليل من مصادره الشفوية، وعلى سبيل التحديد شمس الدين ابن أجا مؤلف "رحلة الأمير يشبك الظاهري" وكذلك منظومة من اثني عشر ألف بيت من الشعر، نظم فيها باللغة التركية "فتوح الشام" للواقدي.أما القسم الأخير من الكتاب، وهو الأكثر جدّة، فقد قام المحقق بترجمته إلى الألمانية وبالتعليق عليه. ويشمل هذا القسم ما يخبر به الشيخ شمس الدين "فقيه الأسياد" زمن السلطان الأشرف برسباي (حكم من سنة 825هـ/1422م حتى سنة 844هـ/1437م) عن ملابسات تعليم الكتّابية (الطلبة المماليك) في قلعة الجبل بالقاهرة، وقد كان هذا النظام صارماً، ثم أخذ بالتدني تدريجياً. وقد أهدى أبو حامد كتابه هذا للأمير والدوادار الكبير يشبك بن مهدي الظاهري "عظيم المملكة" المتوفى سنة 885هـ/1490م، الذي تبدّى عن صراحة وعنف خلال قتاله للبدو المتمردين في صعيد مصر؛ وقد كان إلى جانب هذا راعياً للفنون محباً للكتب، وكانت مكتبته تضمّ فيما تضم المخطوطة الفاخرة لكتاب "الوافي بالوفيات" لخليل بن أيبك الصفدي، وهو الكتاب الذي يمثل واسطة العقد في سلسلة "النشرات الإسلامية".