قد يتبادر إلى ذهن البعض في أن الأمر إما استغلالاً سياسياً لأمر ديني وإما استغلالاً دينياً لأمر سياسي.إلا أن الحقيقة ليست في هذا ولا في ذاك.كل ما في الأمر أننا أمام بحث ديني وتاريخي صرف, يستند بالدرجة الأولى إلى ما جاء من نصوص في الإنجيل ثم إلى مكتشفات أثرية حديثة جادة تتناول منطقة الجولان المجاورة لبحيرة طبرية وفيها بلدتا بيت صي...
قراءة الكل
قد يتبادر إلى ذهن البعض في أن الأمر إما استغلالاً سياسياً لأمر ديني وإما استغلالاً دينياً لأمر سياسي.إلا أن الحقيقة ليست في هذا ولا في ذاك.كل ما في الأمر أننا أمام بحث ديني وتاريخي صرف, يستند بالدرجة الأولى إلى ما جاء من نصوص في الإنجيل ثم إلى مكتشفات أثرية حديثة جادة تتناول منطقة الجولان المجاورة لبحيرة طبرية وفيها بلدتا بيت صيدا وقيصرية فيلبس اللتان لعبتا دوراً هاماً في تاريخ المسيحية.من يجهل جغرافية سورية القديمة وتاريخها قد يجد غرابة في تناول الموضوع المطروح في هذا الكتاب ولاسيما في مثل هذا التوقيت. إلا أن الأمور كلها تستقيم عندما يعرف الإنسان أن السيد المسيح ولد في فلسطين إبان الإحتلال الروماني لها. وأن فلسطين كانت آنذاك الجزء الجنوبي من ولاية سورية الرومانية, وأن سورية آنذاك لم تكن ما هي عليه اليوم بل كانت تشمل ما يسمى حالياً سورية ولبنان والأردن وفلسطين فضلا عن مناطق شاسعة من جنوب شرق وغرب تركية الحالية ومناطق واسعة من شمال شرق العراق الحالي.