يتناول هذا الكتاب المبادئ النظرية للتربية البيئية ومقاربات جوانبها العملية، بوصف التربية البيئية علماً تطبيقياً يتجلى بالفعل والممارسة وليست فكراً نظرياً فحسب. وذلك وفق رؤية منهجية لتفاصيلها من خلال إعمالها المنهج وعناصره ومداخل بناءه وما يتبعه في مختلف القضايا البيئية والمواضيع الدراسية.. ووفق منظور شامل لفلسفتها، وأهدافها، ومح...
قراءة الكل
يتناول هذا الكتاب المبادئ النظرية للتربية البيئية ومقاربات جوانبها العملية، بوصف التربية البيئية علماً تطبيقياً يتجلى بالفعل والممارسة وليست فكراً نظرياً فحسب. وذلك وفق رؤية منهجية لتفاصيلها من خلال إعمالها المنهج وعناصره ومداخل بناءه وما يتبعه في مختلف القضايا البيئية والمواضيع الدراسية.. ووفق منظور شامل لفلسفتها، وأهدافها، ومحتواها، وأطرها المفاهيمية، ومنظوميتها، واهميتها، ووظائفها، ومشكلاتها، ومناحيها التطبيقية، واستراتيجيات ومداخل وطرق وأساليب تدريسها والكفايات المرتبطة بها، وفق ظروف المكان: عالمياً واقليمياً ومحلياً، وظروف الزمان: نشأتها وتطورها واستشراف مستقبلها، وعلى المستويين النظامي –المدرسي، وغير النظامي- غير المدرسي، والابعاد الأخرى، محاولا تقديم لبنة بنيوية عصرية للتربية البيئية ضمن تركيبها العالمي والإقليمي والمحلي ونسيجها الاجتماعي، لعله يكون إضافة عملية وتربوية للثقافة البيئية قد تخدم الأجيال الحالية والقادمة..والكتاب قد يمثل خطوة متّئدة على طريق توسيع فعاليات التنشئة البيئية (لمختلف الإعمار وخصوصا الأطفال) التي تسعى لإعداد الإنسان ثقافيا وحضاريا ومهنيا لأداء دور ايجابي خلاّق في المجتمع والتعامل والتفاعل الإيجابي مع البيئة، نحو الارتقاء الى مستوى أخلاق بيئية متميزة تضع الإنسان أمام مسؤولياته وجها لوجه، وتضمن للبيئة توازنها وتناسقها وتكاملها مع الأنظمة والنواميس الكونية.. ولن يتحقق ذلك إلا من خلال معطيات تتصاعد بتظافر جهود التربويين والمجتمع على نحو متناسق ومتكامل ومتوازن، نحو الوصول الى التنور البيئي الذي يمثل قمة نواتج التعلم للفرد في إطار علاقة "الإنسان والحياة والكون والوجود". ولعل فلسفة التربية البيئية هنا هي الدعوة العامة لكل البشر للمحافظة على البيئة حاضراً ومستقبلاً.ويحاول الكتاب التأكيد على القضايا العصرية للتربية البيئية وتداعياتها الخطرة، من خلال محاولة إقرار "التربية البيئية" في أذهان الأفراد، وزيادة معارفهم عنها وعملهم على رعايتها، بوصفها مادة أساسية في النظام التربوي في العراق والمنطقة العربية التي لاتزال تعطي لهذا الاتجاه اهتماماً فاتراً، في عصر تتسارع فيه خطى التحديات البيئية في العالم وليس في المنطقة العربية فقط، وإمكانية الاستفادة من هذا الكتاب للتدريس والتعليم البيئي في كافة المراحل الدراسية ومستوياتها، فالتربية البيئية جهد مجتمعي تشترك في تحقيقه جميع الجهود الرسمية وغير الرسمية ذاتياً وموضوعياً، بتبني قيم جديدة وسلوكيات إيجابية وقرارات سديدة. ولعل في مقدمة أمر التربية البيئية العناية بالسلوك الإنساني وتنميته وتطويره وتغييره، إذ تهدف الى تزويد أفراد الجيل بالمهارات والمعتقدات والاتجاهات وأنماط السلوك المختلفة التي تجعل منهم مواطنين متنورين صالحين في مجتمعهم، متكيفين مع الجماعة التي يعيشون بينها، وينظرون باحترام الى البيئة بكل أنظمتها ومحتوياتها.