الصوفية والسياسة "مختصر إرشاد المغفلين من الفقراء إلى شروط صحبة الأمراء"

من المشكلات التي يثيرها بعض من الباحثين وكثير من المغرضين ما يتعلق بموقف أئمة التصوف من الحكم والحكام. وحيث إن تراث الإمام الشعراني مجال خضب لبحث هذه المسألة نظراً لتطرق الإمام لأشكال مختلفة من علاقة الصوفي بالحاكم في مواضع عديدة, فقد نال حظاً من اهتمام الباحثين الذين يفترض فيهم الحياد والتجرد العلمي النسبي, واهتمام الناقدين الذين يصدرون عن هوى مذهبي على حد سواء. والمغرضون من هؤلاء لا يصدرون في نقدهم لموقف الصوفية من الحكام عن استقراء حقيقي يسوغ تلك الأحكام.ورداً على هذا حسب القارئ والباحث أن يطالعا هذا الكتاب فيعلمان حقيقة موقف الإمام الشعراني "رضي الله عنه" من حكام عصره. ولو ذهبنا لذكر أمثلة من كيفية تعامل الصوفية مع الحكام وإخضاعهم لحكم الشرع وإقامة العدل لضاق بنا الوقت والمجال, ولكن يكفي مطالعة تراجم من ذكرنا من الشيوخ وتراجم غيرهم في كتب الطبقات والتاريخ لتغيير هذا التصور المجحف عن حقيقة موقف شيوخ التصوف من قضايا إقامة العدل ورفع الظلم والدفاع عن المظلومين.