نبذة النيل والفرات:يبحث هذا الكتاب في التكنولوجيا النووية من الناحية الفلسفية. يعتبر مؤلف هذا الكتاب أن في إمكان الفلسفة المساهمة في دراسة التكنولوجيا النووية بوسائل فكرية إقترنت سابقاً بوجودها بسقراط وأفلاطون وهي مطالبة بالوقوف عند النظر والتأمل الموضوعيين دون الممارسة والتطبيق بجميع مدلولاتها. يستند بشقه في دراسته لهذا الميدان...
قراءة الكل
نبذة النيل والفرات:يبحث هذا الكتاب في التكنولوجيا النووية من الناحية الفلسفية. يعتبر مؤلف هذا الكتاب أن في إمكان الفلسفة المساهمة في دراسة التكنولوجيا النووية بوسائل فكرية إقترنت سابقاً بوجودها بسقراط وأفلاطون وهي مطالبة بالوقوف عند النظر والتأمل الموضوعيين دون الممارسة والتطبيق بجميع مدلولاتها. يستند بشقه في دراسته لهذا الميدان على تقنية التحليل أولاً ثم التأويل ثانياً. ولهذا جاء الفصل الأول في تحليل الفيزياء النووية والتنقنيات المصاحبة لها بحيث يخصص الباحث لكل طرف فصلاً خاصاً به. لكن لبلورة هذين العنصرين من الضروري الإعتماد على التاريخ برأيه فتحدث في البداية في الجزئيات الأصلية المنحدرة أساساً من الفصل في النواة وفي الجذور الذرية المؤدية إلى الذرة النووية، وأيضاً في الأصول التقنية للتقنيات النووية، وخاصة تلك التي تتعلق بالإلكترون والذرة ذاتها. وهنا يبدو لنا أن الفصل بين العلم النووي والتقنيات ذات الصلة منهجي لا غير إذ أن العلاقة بينهما عضوية في الحقيقة. فالنووي (علماً وتقنيات) غير منفصل البتة عن سياقه المجهري وهذا ما تؤكده هذه الدراسة التي بين أيدينا. لكن على الفلسفة أن ترتقي إلى مجال التأويل، وهذا ما بحثه المؤلف في الفصل الثاني ويعني بمجال التأويل الإعتناء بالتكنولوجيا النووية ثم بالعلم النووي وهذا متوقف على طبيعة العلاقة التكنولوجية المرتبطة بالعلم والطبيعة، وكذلك يدرس المؤلف المعضلة الإجتماعية والحضارية ويتطرق إليها بإسهاب في كتابه هذا. أما في خصوص العلم النووي فيؤكد المؤلف هنا على متناة العلاقة بين العلم والتقنية ويعتبره دليلاً على مدى صحتها وحقيقتها وهو الأمر الذي لا يتوفر بين العلوم والتقنيات الكلاسيكية برأيه، ويركز على الميدان المجهري بجانبيه (الكوانطي والمادي). فهذا المجال هو الطريق إلى نوعية الموضوعات النووية التي لن تحدد بصفة نهائية بدونه.