نا زوج حذاء رجالي مقاس 42، ومشكلتي بدأت في مساء الأحد الموافق الأول من ابريل 97، أي قبل ثلاثة أعوام، فقد كنت قبل هذا التاريخ ممتلئ الوجنات، وليّن البطن والظهر، وتمشّط شعري سيور جميلة، وأقطن فترينه هادئة في شارع الجمهورية، لا يعكر صفوي سوى ضوء كاشفة قوي مسلّط نحو وجهي، وورقة سميكة كتب عليها أنني حديث الوصول غلى هذه الفترينة، الى ...
قراءة الكل
نا زوج حذاء رجالي مقاس 42، ومشكلتي بدأت في مساء الأحد الموافق الأول من ابريل 97، أي قبل ثلاثة أعوام، فقد كنت قبل هذا التاريخ ممتلئ الوجنات، وليّن البطن والظهر، وتمشّط شعري سيور جميلة، وأقطن فترينه هادئة في شارع الجمهورية، لا يعكر صفوي سوى ضوء كاشفة قوي مسلّط نحو وجهي، وورقة سميكة كتب عليها أنني حديث الوصول غلى هذه الفترينة، الى هذه الزنزانة، وبخط اسود عريض: السعر 210 ألف جنيه، وإن كان لا يرضي غروري، ولكنه لا يسمح لأصحاب الأرجل الخشنة المتسخة بشرائي وامتطائي في أعمالهم الشاقة ومشاويرهم الطويلة، واستغراقهم أثناء سيرهم في مشاكلهم اليومية الوافرة، مما يعرّضني للانغمار حتى سيوري في البرك، والاصطدام بالحصى..