لم يأتِ هذا الكتـاب للدّفـاع عن القضيّـة اللّغويّة، فحسب، وإنّمـا هو - حسب ما اعترف به صاحب الكتاب في مقدّمته - عُصـارة سنوات من البحث والتّوثيق، ومنذ كتابه "العر ب والانتحـار اللّغوي " مـا برح المسدّي يُعـالج القضايـا المتأزّمـة التّي تمسّ الهويّة العربيّة، والمتمثّلة أسـاسـاً في اللّغـة العربيّة، ورفع صوتـه محذّراً من تفاقـم م...
قراءة الكل
لم يأتِ هذا الكتـاب للدّفـاع عن القضيّـة اللّغويّة، فحسب، وإنّمـا هو - حسب ما اعترف به صاحب الكتاب في مقدّمته - عُصـارة سنوات من البحث والتّوثيق، ومنذ كتابه "العر ب والانتحـار اللّغوي " مـا برح المسدّي يُعـالج القضايـا المتأزّمـة التّي تمسّ الهويّة العربيّة، والمتمثّلة أسـاسـاً في اللّغـة العربيّة، ورفع صوتـه محذّراً من تفاقـم مأزقها، لاسيمـا بعد أن عمّت العالم مسألـة " الكونيّـة الثّقافيّـة "، وبعدمـا بات النّصّ القرآني، وهو حصن العربيّة، متهمّـا زوراً بحملـه بذور العنف والبغضاء. وقد لاحظ المسدّي أنّ اللّغة القوميّة تخضع للتّفكّك التّدريجي، وهو يخشـى من تمازج الفصحى بشظايا اللّغات الأجنبيّة، ما يؤدّي إلى ظهور عاميات هجينة من اللّهجات المحليّة وقليل من العربيّة، وبهذه العاميات سيكون التّداول الشّفوي ميسوراً، والتّداول الكتابي عسيرً، ويؤكّد الكِتـاب أنّ العرب لن يكسبوا رهـان التّاريخ من خلال اللّغات الأجنبيّة، أو من خلال اللّهجات العاميّة، وإنّمـا باالانخراط داخل دائـرة العربيّـة.