التصور الجوهري الذي حاولنا الدفع عنه في ثنايا هذا الكتاب هو مركزية المقولة في حياة البشر، وفي علاقتهم بالمحيط . والمقولة تتأسس على مبادىء منها المشابهة. يصنف الناس الأشياء مقولات اعتمادا على درجة المتشابهة بينها وبين أنماط نموذجية مخزنة تراكم صلاحية مؤشر عالة. وتقوم اللغة بإسقاط المتشابهة التصورية ، التي تتأسس عليها المقولة، في ...
قراءة الكل
التصور الجوهري الذي حاولنا الدفع عنه في ثنايا هذا الكتاب هو مركزية المقولة في حياة البشر، وفي علاقتهم بالمحيط . والمقولة تتأسس على مبادىء منها المشابهة. يصنف الناس الأشياء مقولات اعتمادا على درجة المتشابهة بينها وبين أنماط نموذجية مخزنة تراكم صلاحية مؤشر عالة. وتقوم اللغة بإسقاط المتشابهة التصورية ، التي تتأسس عليها المقولة، في بنيات تشبيهيه واستعارية ومسكوكة. وإذا كان هذا هو التصور الجوهري الذي تحكم في الكتاب ، فان من مقتضياته عدم النظر إلى أساليب المشابهة باعتبارها ترفا بلاغيا ومقياس الإجادة والتمكن من اللغة. إننا ،عل العكس من ذلك ، اعتبرنا هذه الأساليب تعبيرا تلقائيا عن كينونة البشر و هويته . يعتمد الطفل على المشابهة لتجاوز الحبسات التواصلية ، ويتوفق الإنسان العادي في بناء استعارات وتشبيهات بشكل تلقائي .أما خصوصية المبدع فتتجلى في قدرته على استثمار مبدأ المشابهة إلى أبعد الحدود بواسطة التكثيف والربط القصدي بين المتباعدات.وجدنا أن كثيرا من كلامنا استعارات اضطرارية تعكس الرغبة في الاقتصاد وأخرى ميتة نسبت أصولها ،أخرى جذرية لا تنتبه إلى جانبها الاستعاري في أغلب الأحيان .لذلك يمكن الذهاب إلى أن الإنسان كائن استعاري.