قضت العناية الإلهية أن ترى عينا "شفيق روفايل" نور الحياة الدنيا. ويقضي طفولته وشبوبيته بين رجال الدين فكان لا سمير له سوى الكتاب المقدس. وكان يشعر بميل شديد للقسم التاريخي الذي يحيوه هذا الكتاب الجليل فتتوق نفسه لارتياد الأراضي المقدسة التي جال فيها السيد المسيح، وجعلها معد المسيحية الأول التي قال الكتاب عنها أنها الأرض التي تفي...
قراءة الكل
قضت العناية الإلهية أن ترى عينا "شفيق روفايل" نور الحياة الدنيا. ويقضي طفولته وشبوبيته بين رجال الدين فكان لا سمير له سوى الكتاب المقدس. وكان يشعر بميل شديد للقسم التاريخي الذي يحيوه هذا الكتاب الجليل فتتوق نفسه لارتياد الأراضي المقدسة التي جال فيها السيد المسيح، وجعلها معد المسيحية الأول التي قال الكتاب عنها أنها الأرض التي تفيض لبناً وعسلاً حتى يمتع ناظره بما حوته مدنها من عجاب الآثار وما تحويه سهولها وتلالها من آيات المجد والفخار فانتهز فرصة حصوله على إجازة ثلاثة أشهر وثلث يقضيها خارج القطر المصري. فتناول عصا الترحال ميمماً القدس الشريف بأورشليم لزيارة الأماكن المقدسة الخالدة والوقوف على ما حوته أورشليم (مدينة السلام) من التذكارات العديدة المؤثرة ومواعظها المفيدة الصامتة.وعند عودته شعر أن عليه واجباً لا بد أن يؤديه وهو أن يحاول بكل ما أوتي من قوة أن يكتب شيئاًَ مما رآه وما شعر به وعرضه الأسمى أن يبادر لزيارة القدس الشريف من استطاع لذلك سبيلاً فإن في ذلك إحياء للنفوس وترويحاً للأجسام وقد سماه مرشد الزائرين (للقدس) بأورشليم.