من المقبول عموماً أنه لاتوجد طرق مختصرة للتنمية والتقدم، بل هناك طرق مختصة للدمار، ويتفق معظم المراقبين السودانيين والأجانب على أن السودان في حالة تدهور ودمار في كل المجالات. ويحاول شريف حرير أن يبحث بإختصار حجم هذا الدمار والأسباب الكامنة خلفه. ويبدو أن الحرب الأهلية في الجنوب وإهدار موارد الأمة من خلال الجهود التدميرية خلا فتر...
قراءة الكل
من المقبول عموماً أنه لاتوجد طرق مختصرة للتنمية والتقدم، بل هناك طرق مختصة للدمار، ويتفق معظم المراقبين السودانيين والأجانب على أن السودان في حالة تدهور ودمار في كل المجالات. ويحاول شريف حرير أن يبحث بإختصار حجم هذا الدمار والأسباب الكامنة خلفه. ويبدو أن الحرب الأهلية في الجنوب وإهدار موارد الأمة من خلال الجهود التدميرية خلا فترة زمنية طويلة وعدم الإستقرار السياسي المتصل قد أسهمت جميعاً في التدهور المتصاعد للدولة السودانة ودمار مؤسساتها. ولكن أين تكمن أسباب كل تلك الأمراض؟ كما يسعى حرير إلى تطوير حجة ترتكز على حقيقة أن السودانيين سواء في الشمال أو الجنوب، وعبر فترة زمنية طويلة، منغمسون في محاولة جعل السودان ملحقاً إما إلى الإسلام أو العروبة أو الأفريقية، وبدلاً عن قبول التعددية الغنية للمجتمع السوداني، وهذا المؤلف المكون من عدة مقالات قد أعد من بعض الأوراق التي قدمت في ورشة عمل بعنوان "أقصر الطرق إلى الدمار: نموذج السودان" عقدت في جامعة بيرجن في 1992 ونظمها مركز الدراسات التنموية، وهي جزء من برنامج جول "آثار الحرب/ إعادة تأهيل المجتمعات بعد الحرب" الذي موله مجلس الأبحاث النرويجي للعلوم الطبيعية والإنسانية.